السبت 21 سبتمبر 2024 الموافق لـ 17 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

صفقات للتسويق و مخطط للعصرنة: شراكة إيطالية لإنقاذ مؤسسة الدراجات النارية بقالمة

كشفت وزارة الصناعة و المناجم عن مخطط جديد لإنقاذ عملاق صناعة الدراجات النارية (سيكما) بقالمة من إفلاس وشيك ظل يلاحقه منذ عدة سنوات بعد فشل محاولات إعادة الهيكلة و تطهير الديون و ضخ مزيد من الأموال بلا جدوى.  
و نقل نائب ولاية قالمة بالمجلس الشعبي الوطني إسماعين قوادرية أمس السبت عن وزير الصناعة و المناجم عبد السلام بوشوارب قوله بان المخطط الجديد الذي وصف بالهام سيطرح في الاجتماع القادم لمجلس مساهمات الدولة الذي يرأسه الوزير الأول عبد المالك سلال لدراسته و الموافقة عليه و إدخاله مرحلة التطبيق الفعلي هذه السنة لتغيير الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به المركب وإعادة بعث صناعة الدراجات النارية بالجزائر وفق إستراتيجية جديدة تسمح بمواجهة المنافسة الآسيوية الشرسة.  
ويتضمن مخطط إنقاذ سيكما شراكة هامة مع المتعامل الإيطالي المتخصص في صناعة الدراجات النارية «فيسبا» ذات الشهرة العالمية و ذات القدرة على منافسة المنتوج القادم من دول آسيوية أغرقت الأسواق الجزائرية بدراجات نارية متطورة أزاحت المنتوج المحلي من السوق و أدخلته مرحلة الكساد.  

وجاء في رد الوزير عن الانشغال الذي أثاره النائب المهتم بقطاع الصناعة المحلية «إن الإستراتيجية التي ستعتمدها الوزارة لبعث مؤسسة سيكما تعتمد أولا على المعالجة الشاملة للمشاكل التي تعترض المؤسسة بما في ذلك إعادة تحديد عقارها الصناعي بما يتماشى مع أهداف المؤسسة على أساس وحدة مطهرة نهائيا تشتمل على قدرات مالية تمكنها من المحافظة على مناصب الشغل. ثانيا إنتاج منتجات جديدة مربحة و تطوير المنتجات الحالية بعد إدخال استثمارات عصرية و جعلها بذلك تنافسية قابلة لتلبية طلب السوق. إن هذه الإجراءات هي الآن قيد التحضير و سيرفع قريبا ملف في هذا الشأن للمعاينة من قبل مجلس مساهمات الدولة».  وبالموازاة مع مخطط الإنقاذ المعلن عنه قررت الوزارة أيضا دعم سيكما بمخطط أعباء جديد من خلال صفقات هامة مع دوائر وزارية لشراء منتجات سيكما منها دراجات نارية، و تعد وزارة البريد و تكنولوجيات الإعلام و الاتصال من بين القطاعات التي ستبرم صفقات الشراء مع مركب الدراجات و الدراجات النارية و تطبيقاتها سيكما الذي يواجه شبح الانهيار بسبب الأزمة المالية الخانقة و قوة المنافسة الأجنبية التي أزاحت علامة سيكما من السوق الوطنية بعد الانفتاح الاقتصادي الذي تبنته الجزائر مطلع التسعينات.   
و كانت سيكما تعلق آمالا كبرى على عملاق الصناعة الألمانية (بي.أم.دابليو) لكن المفاوضات لم تنجح و طوي الملف نهائيا و بقيت الجهود منصبة على الشراكة مع متعاملين آسيويين لكن الجهود لم تثمر أيضا وبدت كل الأبواب مغلقة في وجه مؤسسة منهارة لم تعد قادرة حتى على دفع أجور عمالها بانتظام رغم استهلاكها لدعم مالي كبير فاق 4 آلاف مليون دينار منذ انطلاق عمليات إعادة الهيكلة و تطهير الديون.  
و تعد سيكما واحدة من بين كبرى الشركات الصناعية التي ظهرت بولاية قالمة منتصف السبعينات إلى جانب مركبات الخزف، السكر و الخميرة و ظل النسيج الصناعي المحلي عرضة لهزات عنيفة منذ بداية التسعينات و وصلت الأوضاع المتردية إلى حد الانهيار التام و الإغلاق كما حدث لمركب الخميرة بمدينة بوشقوف شرق قالمة ثم مركب الخزف الذي خاض تجربة شراكة فاشلة مع متعامل إيطالي، و المركب اليوم يواجه مصيرا صعبا قد يؤدي به إلى الانهيار في نهاية المطاف.  
و كانت سيكما التي تتربع على مساحة 28 هكتارا و تملك عدة وحدات على المستوى الوطني توظف أكثر من ألف عامل عندما بدأت مرحلة الإنتاج قبل 40 عاما لكنها اليوم تحولت إلى مؤسسة مفلسة فيها بقايا عمال يرفضون رفع الراية البيضاء و الاستسلام و ظلوا صامدين داخل الورشات المهجورة ينتظرون بوادر أمل تظهر من حين لآخر ثم تختفي دون أن تتحول إلى واقع ميداني يعيد أمجاد عملاق الدراجات النارية بالجزائر.  
فريد.غ                                

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com