عشرينـي يدعـي أن أرواحــا شريـرة أمرتــه بقتــل فتــاة
قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، أمس الثلاثاء، بعقوبة المؤبد في حق عشريني قتل فتاة ثلاثة أيام بعد تحصلها على شهادة البكالوريا ببلدية الرواشد ولاية ميلة، مدعيا أنه امتثل لأوامر أرواح شريرة، فيما هدد والد الضحية بالانتقام لابنته في حال أطلق سراح الجاني.
وبحسب ما دار خلال جلسة المحاكمة، فإن القضية تعود لشهر جويلية 2013، عندما كانت الضحية «أسماء.ب» خارج المنزل من أجل اقتناء الزبدة لاستخدامها في إعداد وليمة لصديقاتها بمناسبة حصولها على شهادة البكالوريا، وفي الوقت التي كانت فيه الضحية على بعد 30 مترا فقط عن منزلها لحقها الجاني «س.م» البالغ من العمر 26 سنة، وقام بضربها بواسطة خنجر على مستوى الظهر، ثم سحبها إلى داخل حديقة أحد الجيران، وهناك وجه لها طعنات على مستوى أنحاء متفرقة من جسدها بلغ عددها حسب تقرير الطبيب الشرعي 15 طعنة، تسبب لها في نزيف حاد، ليتم نقلها من قبل بعض الجيران نحو عيادة الرواشد قبل أن تفقد روحها في الطريق.
وقد أكد الجاني خلال التحقيق الذي خضع له من قبل عناصر الضبطية القضائية أنه كان على علاقة بالضحية في وقت سابق من الحادثة، وأنه بعد مدة اكتشف أنها على علاقة مع شخص آخر، حيث لم يستطع التحمل وقد ترصد لها عند خروجها من المنزل وقام بطعنها بالسكين بعد أن رفضت الحديث إليه، غير أن المتهم وأثناء مثوله أمام المحكمة تراجع عن أقواله، وأوضح أنه لم يكن على علاقة إطلاقا بالضحية، وأنه يم الحادثة التقاها صدفة، وقد وجه لها التحية قائلا «صباح الخير» غير أنها ردت عليه بالسب، وهو الأمر الذي لم يتحمله، ذاكرا أنه لم يذكر ما وقع بعد ذلك.
ولدى إجابته على سؤال القاضي عن السبب الذي دفعه لقتل الضحية، قال المتهم أن الأرواح الشريرة طلبت منه فعل ذلك، وأن هذه المخلوقات كانت تخبره بأن الفتاة تشكل خطرا على حياته ومستقبله، وقد طلبت منه إزهاق روحها مقابل منحه حياة رغدة، و إسكانه في منزل واسع وتوظيفه وتسهيل زواجه من أي فتاة جميلة يرغب في الارتباط بها، مضيفا، أنه لولا هذه الأرواح لما كان قد قتل الضحية، وقد بدا على الجاني أنه لم يكن في حالة ذهنية مثالية خلال الجلسة وقد بدا عليه الاضطراب العقلي وعدم قدرته على الإجابة بسرعة.
أما والد الضحية الذي تأسس كطرف مدني فقد نفى إصابة الجاني بأي اختلال عقلي، بدليل أنه كان دائما ما يعترض ابنته ويحاول الحديث معها، وقد قام بمساع عديدة من قبل من أجل إجباره على تركها في حال سبيلها، معترفا أنه كان يحرس منزله وابنته بواسطة سلاح ناري سيما وأن الجاني قام في إحدى المرات بمحاولة الدخول إلى المنزل، كما هدد والد الضحية بالانتقام لابنته في حال إطلاق سراحه، وبنفس الطريقة التي ارتكبت بها الجريمة، مؤكدا أن الجاني لن يعيش أزيد من 24 ساعة عقب خروجه من السجن.
أما دفاع الضحية فقد حاول أن يركز على عدم إمكانية تطبيق العقوبة على موكله لأنه غير سوي، وأن أغلب الخبرات التي خضع لها من طرف أطباء اختصاصيين تؤكد عدم أهليته وأنه مصاب بالجنون، في حين أكد النائب العام أن المتهم يتحمل العقوبة ملتمسا تسليط عقوبة الإعدام بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، قبل أن تقضي المحكمة بالحكم السالف الذكر.
عبد الله.ب