الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

خنشلة: "تيزينت".. قرية هجرها أهلها لتسكنها الأفاعي

قرية «تيزينت» الواقعة  في أعالي بلدية جلال أقصى جنوب غرب ولاية خنشلة ، هي من القرى التي هجرها سكانها بعد سنوات الحرمان و المعاناة، و انتشروا عبر المناطق الحضرية المجاورة  و ما تبقى منهم لايزال يعيش العزلة بين الصخور و التضاريس القاسية، و الطبيعة الموحشة، و الأفاعي التي تقاسمهم العيش كلما حلّ فصل الصيف..
ليس من السهل أن تصل إلى هذه القرية التي يضطر أبناؤها ممن لايزالون متمسكين بالدراسة، يقطعون مسافات طويلة هي أشبه بمغامرة للوصول إلى مركز بلدية جلال لمزاولة دراستهم،  و في أغلب الحالات راجلين بسبب قلة أو انعدام وسائل النقل بهذه المنطقة،   بعد أن امتنع الأساتذة عن التدريس فيها لانعدام النقل وخطورة التنقل في أعماق الجبال ذات الأودية  و الدروب الوعرة، و هو نفس الحال الذي يعيشه المواطنون في تنقلاتهم اليومية و  في نقل مرضاهم إلى المؤسسة الاستشفائية المتواجدة بجلال، أو لاقتناء بعض المستلزمات الغذائية الضرورية، و التزود بالمياه الصالحة للشرب.
 و بالرغم من صعوبة الحياة  التي يعيشها سكانها، فقد عبروا لنا عن تمسكهم الكبير بهذه القرية رغم غياب المرافق الضرورية الصحية  و التربوية،  و التي يطالبون السلطات المحلية بتوفيرها لهم، من خلال وضع برامج تنموية تعيد الحياة للمنطقة المعزولة و المهجورة، و كلهم أمل في عودة أبنائها الذين هجروها منذ سنين.و تعتبر قرية «تيزينت»، من أهم المناطق الثورية المجاهدة إبان الثورة التحريرية، نظرا لموقعها الاستراتيجي الهام، و كونها تعتبر منطقة عبور و ربط ما بين الشمال و الجنوب، و  كانت ساحة لأكبر المعارك بين القوات الفرنسية و مجاهدي الثورة التحريرية، التي  لاتزال شواهدها قائمة في أذهان كبار القرية من المجاهدين الذين لايزالون على قيد الحياة، منها ذكريات معركتي أولحاج، و معركة بوليلة التي تكبد فيها العدو الفرنسي خسائر و أضرارا كبيرة، و استشهد فيها العشرات من الشهداء الذين أقيمت لهم مقبرة و رمزا تذكاريا عرفانا لهم على ما قدموه من تضحيات جسام، لاتزال شواهدها بارزة للعيان إلى غاية اليوم. مسؤولو بلدية جلال وعلى رأسهم السيد خميسي فرحاتي رئيس المجلس الشعبي البلدي، يراهنون بدورهم على رفع الغبن عن سكان المنطقة بتحديهم لتضاريسها الصعبة و القاسية، من خلال وضع برامج تنموية  مستعجلة رغم الوضع الاقتصادي للبلاد، بهدف تشجيع أبنائها النازحين  على العودة إلى مساكنهم التي سكنتها الأفاعي، و ذلك بتجسيد بعض المشاريع  المتمثلة في إعادة تهيئة وتعبيد الطريق الوحيد المؤدي للقرية، و توفير النقل للربط  ما بين المنطقة  و البلدية، و تسهيل تنقلات المواطنين و إعادة ترميم المدرسة الابتدائية، و كذا فتح قاعة العلاج و تفعيل نشاطها بالتنسيق مع مديرية الصحة، و التي بادرت مؤخرا بتشكيل فرق طبية متنقلة، للقيام بالفحوصات لفائدة مواطني مثل هذه المناطق المعزولة،  و هي المبادرة التي لاقت ترحيبا كبيرا من قبل سكان المناطق الريفية النائية بصفة عامة.                         
ع بوهلاله

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com