قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بمعاقبة أستاذ جامعي مساعد، بـ 6 سنوات سجنا نافذا، و 150 مليون سنتيم غرامة مالية، على خلفية توجيه ضربات بآلة حادة، لطالب جامعي داخل كلية الطب في عنابة، إثر وقوع شجار عنيف بينهما، بعد أن وجده رفقة خطيبته التي قال أنها لم تكن ترد على اتصالاته أثناء انتظاره لها بمدخل الجامعة، فيما التمس ممثل الحق العام في حقه، عقوبة 20 سنة سجنا نافذا عن جناية محاولة القتل العمدي.
تعود وقائع القضية حسب ما دار في جلسة المحاكمة، إلى يوم 06 سبتمبر 2016، و في حدود الساعة الخامسة مساء، تعرض (خ.ح) طالب جامعي بكلية الطب بعنابة، إلى اعتداء بسلاح أبيض، نقل على إثره إلى الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد لتلقي العلاج اللازم، و بسماع الضحية في محضر الضبطية القضائية، صرح بأنه لما كان برفقة زميلته (غ.ز) بالكلية، قام شخص بالصراخ في وجه مرافقته، و عند تدخله قام بإشهار سلاح أبيض من نوع «أوبينال» في وجهه، موجها له طعنات على مستوى الظهر، و الكتف، و البطن، قبل أن يلوذ المعتدي بالفرار إلى وجهة مجهولة، في حين منحه الطبيب الشرعي بعد إجراء عمليات جراحية، شهادة عجز عن العمل للضحية بـ 30 يوما. و بمباشرة مصالح الشرطة لتحرياتها الأولية، تم التعرف على هوية المعتدي، و يتعلق الأمر (ق.م.و) و هو خطيب المسماة (غ.ز) التي كانت مع الضحية، و لدى سماعها أكدت تصريحات الضحية، إلى جانب تطابقها مع رواية الشهود من أعوان الأمن الذين شاهدوا الوقائع عندما قام بالاعتداء على الشاكي بواسطة سلاح أبيض، ثم اقتاد خطيبته بالتهديد بواسطة نفس السلاح و فر رفقتها على متن سيارتها، تاركا مركبته بجانب كلية الطب. المتهم أنكر أمام هيئة المحكمة ما نسب إليه، و صرح بأنه يعمل كأستاذ مساعد بجامعة البوني في اختصاص الإعلام الآلي، و أوضح بأنه بتاريخ الوقائع، كان في انتظار خطيبته أمام باب الكلية، و بعد فترة من الانتظار، اتصل بها فردت صديقتها و أخبرته بأنها ليست برفقتها، و في تلك الأثناء تقدم لمركز الحراسة بمدخل الكلية، و قدم نفسه بأنه أستاذ جامعي، وعند دخوله التقى بصديقة خطيبته التي أعلمته مرة ثانية بأنها تركتها بالجهة العلوية للكلية، فذهب للبحث عنها و بمكان منعزل جزئيا، وجد الضحية جالسا على جدار منخفض رفقة خطيبته في وضع وصفه بغير اللائق، و بمجرد أن رأته لاذت بالفرار، في حين توجه هو إلى الضحية للتحدث معه، فدخلا في اشتباكات جسدية قام بعدها الضحية، حسبه، بسحب شفرة خاصة بالعمليات الجراحية من جيبه، و قام بتوجيه ضربات سببت له إصابات خفيفة، فنزعها من يده و وجه له ضربات في أنحاء متفرقة من جسمه.
حسين دريدح