الجمعة 4 أكتوبر 2024 الموافق لـ 30 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

تبسة تحت الحصار ليومين و جزائريون عالقون بالمراكز الحدودية

فرضت الثلوج التي بلغ سمكها أكثر من متر في بعض المرتفعات بولاية تبسة حظر التجول على السكان، ولم يسمح الزائر الأبيض الذي ضرب عدة مناطق ريفية للمواطنين بالتزود بما يحتاجونه من غاز البوتان والمواد الغذائية وعلى رأسها مادتي الخبز والحليب.
وبالموازاة مع ذلك لم تتمكن امرأة من الالتحاق بالمستشفيات للولادة بسبب سماكة الثلوج بقريقر واضطرت لوضع جنينها في البيت لاحقا، كما حالت الثلوج دون دفن إمرأة أخرى بمنطقة بئر حناشي التابعة لبلدية قريقر ولم تدفن إلا يوم أمس بسبب هذه الوضعية.
كما وجد آخرون صعوبات في الخروج من منازلهم التي غطتها الثلوج وسوتها بالأرض وخاصة بالمناطق الصعبة والنائية على غرار قريقر وثليجان والشريعة وقابل بوجلال وبجن وحلوفة وبوشبكة والحويجبات والمزرعة وروس العيون والماء الأبيض وقوراي..وغيرها.
جزائريون مسافرون للاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية بتونس انتظروا لساعات بسبب عدم توفر النقل، بعد مرورهم بمركز رأس العيون الحدودي، ليتكفل بهم من طرف أشقائهم التونسيين ويتم وضعهم في إحدى المراكز إلى غاية عبور العاصفة، وفي المقابل واجه آخرون مروا عبر مركز بوشبكة ورأس العيون نداء استغاثة عبر إذاعة تبسة الجهوية التي واكبت الحدث أولا بأول مطالبين بنجدتهم بعد أن حاصرتهم الثلوج، وبين العالقين تونسيون وليبيون. وبعد فتح الطريق الدولي الحدودي تم التكفل بهؤلاء ونقلهم إلى مركز تابع لمديرية النشاط الاجتماعي.
من جهته وأمام هذه الوضعية الصعبة أمر والي تبسة بتشكيل خلية أزمة مهمتها متابعة ورصد ما خلفه الاضطراب الجوي الأخير، ووضع كل الأجهزة في حالة طوارئ، لفك العزلة وتقديم الخدمات للمحتاجين إليها، أين باشرت هذه اللجنة التي يرأسها مدير الأشغال العمومية نشاطها وتمكنت بعد مرور ساعات من فتح مختلف الطرق الوطنية والولائية، كما سخرت عدة آليات وكاسحات ثلوج لهذه العملية، وذكر والي تبسة أن أغلب الطرق قد تم فتحها أمس الجمعة في وجه حركة المرور باستثناء طريق تبسة- قوراي وتنوكلة-الماء الأبيض وأعالي البسباس القريبة بخنشلة التي يتوجب الحذر عليه، مشيرا إلى أن أغلب المصالح وضعت في حالة طوارئ لفك الحصار عن المواطنين.
وذكر المسؤول ذاته في تقييمه للمجهودات المبذولة بأنه تمت معالجة كل انقطاعات التيار الكهربائي وبالأخص بالماء الأبيض والحويجبات، كما لن تطرح حسبه مشكلة التزود بقارورات غاز البوتان لتخصيص نقطة تخزينية بكل بلدية لمواجهة مثل هذه الظروف،غير أن قطع الطرق هو الذي قد يؤخر عملية تزويد البعض بالغاز.
وأكد من جهة أخرى أنه تم مساء الخميس انقاذ 150 مسافرا كانوا قد قدموا من تونس عبر مركز رأس العيون الحدودي وقد وجدوا صعوبة في الوصول إلى تبسة بسبب الثلوج، كما تم التكفل بمسافرين آخرين في اليوم نفسه على مستوى مركز بوشبكة أين تم نقل هؤلاء إلى متوسطة أم علي لإيوائهم وإطعامهم.  
وبالنظر لخطورة الوضعية وارتفاع عدد الاستغاثات والنجدات والاتصالات وجه مدير الأشغال العمومية نداء للمقاولين لتسخير رافعاتهم و التجند لفك العزلة، والمساهمة في هذا العمل الخيري، وهو النداء الذي استجاب له البعض من المقاولين الذين سخروا آلياتهم ورافعاتهم لفتح الطرق، وتدعمت تلك الجهود بمبادرات فردية للمواطنين الذين هبوا لنجدة العالقين في عدة مناطق أخرى.
 فيما استطاعت الجهات المعنية الوصول إلى أصعب النقاط وفتحها على غرار الخنقة والحويجبات وحلوفة وقوراي والقعقاع والبسباس، فيما نصحت مصالح الدرك المواطنين بعدم التنقل بسياراتهم ومركباتهم بالنظر لخطورة الوضع، مشيرة إلى أنها بالتنسيق مع الحماية المدنية والبلديات والأشغال العمومية قد رصدت 18 نقطة سوداء بطرق الولاية وسيتم معالجتها بالتدريج وسجلت انحراف 12 سيارة عن مسارها دون إصابات و3 حوادث أخرى خلفت خسائر مادية.
وفي سياق متصل سجلت الحماية المدنية يومي الأربعاء والخميس وكذا الجمعة ما يقارب 370 تدخلا تتعلق بمساعدة وتحويل عدد من الأشخاص على غرار تحويل 4 نسوة للولادة من قابل كملال بقريقر نحو مستشفى الشريعة ومن قسطل بعين الزرقاء نحو الونزة، كما تم تحويل 4 أشخاص من عائلة واحدة بعد تعرضهم لاختناق بالغاز بمنزلهم الكائن بحي فاطمة الزهراء بمدينة تبسة، وساعد رجال الحماية المدنية في نقل امرأة متوفية بالحجار الصفر ببلدية الحويجبات، كما ساهمت مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع الدرك والبلديات في إخراج العديد من السيارات العالقة من الطرق ورفع الكوابل الكهربائية التي أسقطتها الثلوج.
وفي الوقت الذي كان فيه رجال الحماية المدنية يواجهون الثلوج والسيول بالشمال كان نظراءهم بالمناطق الجنوبية بالولاية يواجهون مساء الخميس ألسنة النيران التي التهمت 15 نخلة في حريق مهول كاد أن يودي بمزرعة للنخيل والزيتون مساحتها 50 هكتارا.و قد أعادت الثلوج المتساقطة في اليومين الأخيرين إلى الأحاديث اليومية للناس مسألة الاستعداد لمثل هذه الوضعيات وكذا – نظام العولة – الذي لم تعد أغلب العائلات التبسية تعتمد عليه وتعمل به رغم أنه مخطط طوارئ كان الأجداد يلجؤون إليه في مثل هذه الظروف، في الوقت الذي تحجج فيه البعض بقلة المؤونة ونقص التدفئة.      

الجموعي ساكر

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com