رمضــــــــان دون تجـــــارة فوضويـــــة بوســــط مدينـــــة عنابــــــة
أدى تضييق مصالح الأمن، على باعة الأرصفة بوسط المدينة، إلى تحويل نشاطهم إلى الأسواق الأسبوعية بدوائر البوني، الحجار، وعين الباردة نتيجة منع عرض سلعهم، خاصة في الشهر الفضيل، بعد أن كان تجار الملابس الجاهزة يتسببون في غلق شوارع ابن خلدون، ومحيط ساحة الثورة إلى غاية الحطاب .
وبعد دمج المئات من التجار الفوضويين الذين يمارسون نشاطهم بصفة دائمة، في فضاءات منظمة داخل الأسواق، وتحويل باعة الهواتف النقالة « بمرسيس» إلى المقر السابق لمصلحة البطاقات الرمادية بحي لاكلون، فتح السلطات المحلية لبقية الباعة الموسميين الذين ينشطون في مجال الألبسة والأواني وغيرها من المواد، فرصة لعرض سلعهم في الأسواق الأسبوعية، التي تنظم كل يوم في بلدية من بلديات الولاية، غير أن النقطة السوداء في هذه الفضاءات المفتوحة حسب مصادرنا، هي مخلفات التجار من القمامة وعدم التزامهم بشروط النظافة، ما يحتم على البلديات جمعها ورميها في المفرغات.
و عرف رمضان 2017، تسجيل حالة غير مسبوقة بعنابة وهي إختفاء تام للتجارة الفوضوية من وسط المدينة، بعد سنوات من البيع بالتجوال بالأرصفة وأزقة أحياء عاصمة الولاية، ما انجر عنه مظاهر سلبية كالازدحام المروري وانتشار الأوساخ وكذا الشجارات اليومية.
جدير بالذكر بأن رمضان الماضي عرف وقوع أعمال شغب واسعة بوسط المدينة، اثر منع رجال الشرطة الباعة من عرض سلعهم ليلا، مما أسفر عن اندلاع مواجهة عنيفة استخدمت فيها الغازات المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي، واعتقال عشرات الباعة، وسقوط جرحى من الجانبين. وخلال السنتين الأخيرتين، قامت السلطات المحلية بانجاز أكثر من 12 سوقا جوارية بعدة بلديات خاصة بعنابة، في إطار محاربة ظاهرة التجارة الفوضوية وانجاز أماكن بديلة للباعة المتجولين، حيث تم استلام مؤخرا سوق الليل، وافتتاح فضائين بواد فرشة و 08 ماي 45 ، في انتظار استلام منشات أخرى.
في سياق متصل رصدت ولاية عنابة غلافا ماليا يقدر بـ 72 مليون دينار لتمويل مشاريع تهيئة و انجاز أسواق مفتوحة ومغلقة لفائدة صغار التجار، في إطار المخطط الوطني للقضاء على التجارة الفوضوية، وكذا تنظيم الأسواق العشوائية والحرص على إدماجها مرحليا ضمن شبكة الأسواق النظامية. كما يدخل هذا الغلاف المالي في انجاز أسواق جوارية مغطاة من أجل تخفيف الضغط على الأسواق الموجودة وسط المدينة، وتجنيب المواطن عناء التنقل ودفع تكاليف إضافية. كما ستشهد الأسواق القارة القديمة عملية توسيع وتهيئة لأنها لا تلبي حاجة المواطنين والتجار على حد سواء لانتشار القمامة والازدحام.
حسين دريدح