القمامـــــة تحاصـــــر أحيــــــاء عزابــــــة بسكيكـــــــدة
تشهد مدينة عزابة بولاية سكيكدة في الآونة الأخيرة، تدهورا فظيعا للمحيط البيئي و السكاني، جراء الانتشار العشوائي للأوساخ، و القمامة التي باتت تحاصر الأحياء و التجمعات السكانية بشكل أثار قلق و مخاوف المواطنين، و أصبحت ديكورا يطبع يوميات سكان هذه المدينة التي يتطلع سكانها لأن ترتقي إلى ولاية، و ندد المواطنون بصمت السلطات المحلية إزاء هذا الوضع الذي وصفوه بالكارثي، و غير المسبوق، و طالبوا الجهات المعنية بالتدخل لمعالجة المشكلة.
من خلال زيارتنا للمدينة و تجولنا في مختلف الأحياء السكنية، وقفنا على حجم الظاهرة خاصة في حي 1000 مسكن، و 200 مسكن، أين وجدنا أكواما من الأوساخ و القاذورات مرمية بصورة عشوائية و مكدسة هنا وهناك، أمام العمارات و الساحات العمومية، في ظل انعدام حاويات، ما جعل هذه الأحياء السكنية مرتعا لتجمع الحيوانات و الكلاب الضالة. و ذكر مواطنون للنصر، بأنهم ضاقوا ذرعا أمام استمرار هذه الوضعية التي وصفوها بالخطيرة، كونها تنذر حسبهم بظهور أوبئة و أمراض خطيرة وسط السكان، و أمام الخطر المحدق بصحتهم، اتخذوا جملة من التدابير الوقائية، منها على وجه الخصوص عدم التجول في الأحياء السكنية المتضررة من الظاهرة، و عدم ترك أبنائهم يلعبون في الساحات العمومية و المساحات الخضراء التي لم تعد على حد تعبيرها خضراء، بعد أن غزتها الأوساخ و المزابل.
و عبر آخرون عن خوفهم الشديد من التدفق المستمر للمياه القذرة من الأنابيب، و اختلاطها بقنوات مياه الشرب، بدليل أن ماء الحنفيات يصل برائحة نتنة، و لذلك أصبحوا يتحاشون حتى استعماله للغسيل، فيما يلجأ غالبية سكان المدينة إلى شراء المياه المعدنية للشرب. كما يطرح السكان ظاهرة الناموس الذي ينتشر بصورة مذهلة لا سيما في العمارات، مما حول حياتهم كما ذكروا إلى جحيم لدرجة أن الكثير منهم أصبح ينام في الشارع. و أكدوا على أن الوضعية كانت محل شكاوي للسلطات المحلية، لكن الوضع بقي على ما هو عليه. هذا و علمنا أن بعض جمعيات الأحياء تقوم بعمليات توعية و تحسيس لدى سكان المدينة، من أجل تنظيم حملة نظافة بالتنسيق مع الكشافة. و قد حاولنا الاتصال برئيس البلدية لأخذ موقفه من انشغال المواطنين، لكننا لم نتمكن من ذلك.
كمال واسطة