قـــرار بمنــع بيــع الحلـيب الطــازج بولايـة تبســة
أحصت مصلحة الوقاية بمديرية الصحة و السكان، إصابة 520 شخصا بالحمى المالطية، و ذلك خلال الـ 06 أشهر الأولى من سنة 2017، و دقت الدكتورة إيمان خرنان المتخصصة في علم الأوبئة بمديرية الصحة و السكان ناقوس الخطر بشأن هذا الداء الذي ينتقل إلى الإنسان عن طريق المجترات الصغيرة و الكبيرة.
بحيث أن ولاية تبسة، تحصي إصابة 87 مواطنا في كل شهر، أي بمعدل 3 أشخاص يوميا، في الوقت الذي حذرت فيه مديرية الصحة من تنامي عدد الإصابات بداء الحمى المالطية، خاصة بعد شهر رمضان الذي يعد الشهر الأكثر تسجيلا « للبريسيلوز»، أو ما يعرف عند العامة بمرض الحليب لارتفاع عدد مستهلكيه في هذا الشهر، و صعوبة معرفة الحليب غير الحامل لهذا المرض الذي يكلف الدولة ما بين 120 و 150 مليون سنتيم وفق تقديرات الخبراء، و هو عبء إضافي يقع على عاتق الدولة، و كان بالإمكان تلافيه لو التزم المستهلكون لمادة الحليب بالتوصيات التي كثيرا ما ينصح بها الأطباء، و في مقدمة ذلك معرفة مصدر الحليب وغليه قبل شربه، و ضرورة تلقيح قطعان الماشية لتفادي انتقال هذا المرض إلى الإنسان عن طريق حليب الحيوان.
و استنادا لإحصائيات مصلحة الوقاية، فإن أغلب الإصابات بالحمى المالطية قد سجلت بالبلديات الواقعة جنوب ولاية تبسة و جنوبها الغربي، انطلاقا من نقرين و فركان و مرورا بببئر العاتر و الشريعة و بئر مقدم و وصولا إلى تبسة، فضلا عن إصابات أخرى بعدد من البلديات على غرار بلدية الماء الأبيض و الحمامات، و أكدت المتحدثة على أن فترة حضانة الإنسان لهذا الداء تمتد بين 15 و 20 يوما، و قد بدأت أولى الحالات التي استهلكت الحليب بداية شهر رمضان في الظهور، إذا علمنا أن عددا من محال بيع الحليب الطازج قد أغلقت خلال الشهر الفضيل بعدما تبين أن ما تبيعه للمستهلكين يحمل في طياته هذا الداء الزاحف على جنوب الولاية، و يراهن المسؤولون على وعي المستهلك لتطويق تطور هذا المرض، كما يراهنون على حس الفلاحين و الانخراط في مسعى حملات التلقيح المنظمة سنويا من طرف المصالح الفلاحية، بحيث أن التهاون في عملية تلقيح مواشيهم من شأنه أن يساهم في انتشار هذا المرض الذي يتطلب علاجه عدة أسابيع، و له انعكاسات سلبية و آثار جانبية على جسم الإنسان و لو بعد الشفاء كالتعرق، و ارتفاع درجة الحرارة، و التعب وغيرها.
من جهتها المفتشية الولائية البيطرية، ذكرت عن طريق الدكتورة لبيض حنان الأسباب المؤدية لهذا الداء، و في مقدمة ذلك صعوبة مراقبة الماشية لحركتها غير المستقرة و خاصة بعدد من الأسواق، بحيث أن أغلب الموالين لا يبالون بخطر الحمى المالطية و لا يبالون بمصدر قطعانهم، بحيث يشتري البعض منهم مواش مجهولة المصدر في ظل تواجد الولاية على الحدود، كما يبيعون قطعانهم الملقحة و يشترون رؤوسا أخرى قد لا تكون ملقحة و مجهولة المصدر و الحالة الصحية، و لم تغفل المفتشية البيطرية العادات الغذائية السيئة لبعض المواطنين و تفضيلهم لشرب حليب الماشية دون غليه، و هذا التجاهل زاد من رفع نسبة المصابين من سنة إلى أخرى، بالرغم من أن ولاية تبسة قد عرفت عمليات و حملات تلقيح مجانية للماشية منذ 2006 وفق المتحدثة، غير أن هذه التلقيحات لا تثير اهتمام بعض الموالين، و في هذا الصدد سجلت المفتشية الولائية البيطرية أخذ عينات من دم الأبقار لأزيد من 600 رأس في النصف الأول من سنة 2017، و بينت بعد تحليلها بولاية الطارف، إصابة 5 أبقار تم التكفل بذبحها صحيا و تطهير محيطاتها و البؤر التي تواجدت فيها، أما بالنسبة للمجترات الصغيرة، فهناك برنامج سنوي يتم من خلاله تلقيحها في حملات، حيث تم تلقيح 100 ألف رأس من الماشية من الماعز و الضأن، و العملية متواصلة إذا علمنا أن عملية التلقيح ضد هذا الداء تتم مرة واحدة بالنسبة للحيوان، بعكس مرض الجدري الذي يتطلب تلقيحا سنويا.
و أوضحت المفتشية البيطرية بأنه صدر في الـ 26 جويلية 2017 قرار ولائي رقم 23/28 لمنع بيع الحليب الطازج من طرف الباعة المتجولين و التجار، و يأتي هذا القرار للحد من انتشار هذا الداء و تسهيل مراقبة الكميات المعروضة منه للبيع، و معرفة المصادر التي تمون الولاية بهذه المادة، و هي الإجراءات التي ستساهم في متابعة و مراقبة الماشية بالأسواق للتقليل من حجم هذا الخطر.
الجموعي ساكر
في إجراء جديد لتسهيل عبور المسافرين
قــارئــات آليــة لجــوازات السفـر بالمراكــز الحــدوديــة
تعززت، في الأيام الأخيرة، المراكز الحدودية الأربعة على مستوى ولاية تبسة، بإجراء جديد يتمثل في تنصيب قارئات آلية لجوازات السفر البيومترية، تزامنا مع موسم الاصطياف و كثرة الحركة من و إلى البلد المجاور.
رئيس المركز الحدودي البري بوشبكة، أكد على أن مصالح شرطة الحدود تعمل على متابعة تنفيذ هذا الإجراء الجديد، و الذي سمح بتقليص مدة انتظار المسافرين بالحدود البرية بالولاية، أين تتم بفضله عملية دخول و خروج المسافرين بصفة آلية و سريعة تستغرق أقل من 5 دقائق، مبرزا أن هذه القارئات الآلية لجواز السفر البيومتري تدخل في إطار عصرنة وسائل المديرية العامة للأمن الوطني، و أوضح بأن هذه الآلات الجديدة التي فرضتها المنظمة العالمية للطيران المدني، تسمح بعرض جميع البيانات الشخصية للمسافر بصفة أوتوماتيكية على الشاشة، كما تحدد إن كان هذا الجواز حقيقيا أو مزيفا.
و أضاف ذات المسؤول، بأن هذا الإجراء يحوي على شهادة الكترونية، تلتزم السلطات الوطنية أو الأجنبية بتقديمها لتمكين المواطن من حرية التنقل عبر مختلف أنحاء العالم، و عن استعدادات شرطة الحدود لاستقبال المواطنين الجزائريين، خاصة الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج، أو الأجانب خلال موسم الاصطياف، ذكر المتحدث ذاته، أنه تم اتخاذ إجراءات مهمة لصالح المسافرين بعد دراسة النقائص، فزيادة على إلغاء البطاقة الشرطية التي تقلص من مدة الانتظار، تم إلغاء التلمس الجسدي، و كل ذلك يصب في تسهيل عملية دخول و خروج المسافرين في ظروف مواتية، و للإشارة، فإن هناك تنسيقا أمنيا بين المراكز الحدودية الجزائرية البرية و التونسية، حيث توجد 9 مراكز حدودية معظمها متقاربة، و يتعلق الأمر بولايات تبسة، و سوق أهراس، و الطارف، و القالة، و الواد، حيث يسمح هذا التقارب بتبادل المعلومات الأمنية و تسهيل عملية العبور من جهة لأخرى، و كذا دراسة مختلف انشغالات و مشاكل المواطنين الجزائريين و التونسيين.
و حسب مصدر “النصر”، فإن هناك مشروعا لفتح مركز حدودي جديد، بناء على طلب السلطات التونسية على مستوى بلدية بئر العاتر بولاية تبسة، لا يزال محل دراسة، حيث سيسمح في حال تجسيده بتقليص المسافة من جهة، و تخفيف الضغط عن بقية مراكز العبور الأخرى من جهة ثانية، بالنظر لوجود حركة حدودية معتبرة بين سكان البلدين الشقيقين.
ع.نصيب