غرقت، مساء أمس السبت، شوارع مدينة قسنطينة في السيول والأتربة بعد ساعة من الأمطار، تسببت في توقف حركة الترامواي وتسجيل حوادث اصطدام بين المركبات وغلق طرقات وتسرب المياه القذرة والأتربة إلى داخل منازل بعدة أحياء.
ولم يتوقع سكان المدينة أن تلبس سماء الصيف الصافية اللون الرمادي بشكل مفاجئ بعد الزوال، أين هطلت أمطار قوية ابتداء من الساعة الرابعة على وسط المدينة والأحياء المحيطة به، ولم تتوقف إلى حوالي الخامسة والربع، مخلفة سيولا من المياه بقلب قسنطينة، أدت إلى غلق جسر سيدي راشد بعد أن امتلأ بالأمطار ولم يعد ممكنا للسيارات المرور عبره خوفا من تضرر محركاتهم، في حين شهد شارع عبان رمضان كميات كبيرة من المياه، لم تستطع المسارات المخصصة لها بجانب الطريق احتوائها، كما لم تحل الجهة المغطاة من الشارع دون وصول المياه إلى أقدام المواطنين الذين احتموا بها اتقاء شر الأمطار، التي بلغت مياهها الرصيف ودفعت بالتجار إلى استخراج ما توفر لديهم من مكانس لمنعها من بلوغ سلعهم والحيز الداخلي لمحلاتهم.
وطالت حبات البرد السيارات أيضا، حيث أدى تهاطلها بقوة إلى ظهور تشققات بزجاج مركبات بعض المواطنين بحسب ما أخبرونا به، في حين سجلت عدة حوادث اصطدام خفيفة بين سيارات على مستوى المسلك القريب من المنطقة الصناعية بالما بسبب الانزلاق ونقص الرؤية، أين أدت المياه إلى شل حركة المرور بعد أن ملأت الممر الواقع أسفل جسر الطريق المؤدية إلى بوالصوف، ما أوقف حركة الترامواي أيضا في حين التجأ المارة إلى مكان عال لحماية أنفسهم. وقد أخفت السيول معالم مسلك المركبات بعدة نقاط أخرى من المنطقة الصناعية المذكورة على مستوى مدخلها القريب من محطة المسافرين سابقا وعلى مستوى جهة منطقة النشاطات الرمال بالقرب من المذبح البلدي، حيث حمل السائقون الجهات المعنية المسؤولية لأنها لم تقم بتنظيف البالوعات لكون كمية الأمطار التي تساقطت ليست كبيرة بحسبهم، كما تأثرت حركة المرور بحي جبل الوحش.
أما بالمسلك المحاذي لمحطة المسافرين صحراوي بابن تليس فقد ارتفع منسوب مياه الأمطار المحتقنة بين الرصيف وجدار الدعم المقابل له أمتار بعد، حيث أوقف حركة المرور بشكل تام في انتظار أن تتسرب كميات المياه ببطء نحو وادي بومرزوق الذي لا يبعد عنه إلا بعدة أمتار لكن بعض السائقين وقعوا في «الفخ» وغرقت مركباتهم إلى منتصفها ما جعلها غير قادرة على التقدم أكثر، فيما تشكلت بحي سيدي مبروك سيول قوية ممزوجة بالأتربة واندفعت نزولا من القسم العلوي للحي نحو الجهة السفلى ليتراكم جزء منها عند نهاية الطريق بالقرب من نقطة الدوران القريبة من مستشفى أمراض الكلى والمسالك البولية، ويواصل جزء آخر مساره نحو الأحياء الأكثر انحدارا على غرار وادي الحد والدقسي. وأفادت مصادر محلية من السكان بأن المياه تسربت إلى العشرات من المنازل والمرائب على مستوى حي الإخوة عرفة المعروف باسم «الزاوش»، بالإضافة إلى اقتحام مياه الصرف الصحي لبنايات سكنية بحي بلمقورة ببوذراع صالح بعد أن فاضت البالوعات بما فيها نتيجة الأمطار، ما جعل السكان يخرجون لوضع حواجز تحميهم من وصولها إلى داخل منازلهم، في حين سقطت شجرة بحي الشهداء وجرفت السيول الأتربة والحجارة معها، كما اشتكى مواطنان من احتراق أجهزة كهرومنزلية على إثر صاعقة رعدية ضربت خلال هطول الأمطار. ولم تشهد الأحياء الأخرى هطولا كبيرا للأمطار، على غرار المدينة الجديدة علي منجلي، التي سجلت بها قبل سنتين فيضانات نجمت عن أمطار غير متوقعة في فترة مماثلة من السنة وأدت إلى وقوع وفيات وخسائر كبيرة.
سامي .ح