شبت، خلال 48 ساعة الأخيرة، حرائق مهولة بقرى بلدتي قنواع، و الشرايع غرب ولاية سكيكدة، أتت على عشرات الهكتارات من مختلف أشجار الصنوبر البحري، و الفلين، و الأحراش، و الأدغال، فيما أجبرت عشرات العائلات على الفرار من مساكنها، و التنقل إلى مقرات البلديات مثل قنواع، و الشرايع، و القل هروبا من جحيم النيران.
و حاصرت سلسلة النيران عشرات المساكن بالمناطق الغابية المعزولة، و تسببت في هلاك رؤوس الماشية من أبقار و غيرها داخل الإسطبلات، و خلايا النحل، إضافة إلى حقول، و بساتين من المزروعات، و في الوقت الذي وجدت فيه مصالح الحماية المدنية، و أعوان الغابات صعوبات بالغة في عملية الإطفاء التي جندت لها قوات، و معدات، و تجهيزات إضافية من عدة بلديات من المصيف القلي، و صعوبات للوصول إلى مساكن المواطنين المعزولة داخل الغابات، يدور الحديث عن وجود إصابات في صفوف المواطنين، و وجود آخرين في عداد المفقودين، لكن يبقى ذلك خارج الحصيلة الرسمية، في انتظار إخماد ألسنة النيران التي مازالت متواصلة.
و تبقى قرية عين السدمة ببلدية قنواع، و قرية دار عيسى ببلدية الشرايع، من أكبر المناطق تضررا من هذه الحرائق، حيث أكد رئيس بلدية قنواع، على أن الحرائق شردت 50عائلة من قرية عين السدمة، مضيفا بأن مصالح البلية يقوم بالتكفل بها، كما أتلفت النيران أغرض 30 عائلة أخرى، و خلفت إتلاف 18 هكتارا حسب حصيلة مصالح الغابات من الغابات، و احتراق مسكن مواطن دون وجود ضحايا بشرية، و أشار رئيس البلدية الذي انتقل إلى قرية عين السدمة للوقوف على حجم مخلفات الحرائق، إلى أن الصراع مع النيران غير متكافئ في ظل قلة الإمكانيات المتاحة، معترفا بأن الوضع يتطلب تدعيمات نوعية من أجل إخماد ألسنة النيران نهائيا.
بوزيد مخبي