إعــادة فتــح ملـــف الاسـتثمـــار بقــالـمــــة
قرر المجلس الشعبي الولائي بقالمة العودة إلى ملف الاستثمار من جديد في الدورة العادية الثالثة التي ستعقد خلال الأيام القليلة القادمة، و هي آخر دورة للعهدة الجارية. و قالت لجنة التنمية المحلية و التجهيز و الاستثمار و التشغيل التي يرأسها نور الدين بوعائشة بأنها تحضر لملف هام سيعرض على دورة المجلس القادمة و يسلط الضوء على المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية المرتبطة بمشاريع الاستثمارات و يبحث أسباب التعثر بمناطق النشاط و المناطق الصناعية المنتشرة عبر مختلف مناطق الولاية.
و تعكف اللجنة حاليا على إعداد تقرير نهائي بمشاركة عدة أطراف بينها مديرية البناء و التعمير و الإنجاز العمراني، و مكاتب دراسات متخصصة، و مستثمرين حصلوا على مشاريع هامة بعدة قطاعات بعضهم تمكن من تخطي العقبات الإدارية و المالية و التقنية و حقق مشروعه على أرض الواقع، و البعض مازال يعاني و ينتظر مزيدا من الدعم و المساندة.
و قامت اللجنة بعدة خرجات ميدانية لمعاينة واقع الاستثمار بالولاية، و شملت زيارات المعاينة المناطق الصناعية و مناطق النشاط بكل من بلديات نشماية، عين بن بيضاء، قلعة بوصبع، ذراع لحرش ببلدية بلخير، مجاز الصفا، تاملوكة و وادي الزناتي.
و يحاول المجلس الشعبي الولائي بقالمة منذ مدة طويلة تحريك قطاع الاستثمارات الخاصة بعدة قطاعات لإنشاء الثروة و مناصب العمل، لكن الوضع لم يتحسن كثيرا، و لم يصل إلى الأهداف المسطرة من قبل السلطات المحلية التي ترى اليوم بأن الكرة أصبحت في مرمى المستثمرين، بعد التغلب على مشاكل العقار و ربط العديد من المناطق الصناعية و مناطق النشاط بالشبكات المختلفة كالمياه و الكهرباء و الغاز و الطرقات، كما يحدث بالمنطقة الصناعية الكبرى ذراع لحرش ببلدية بلخير التي عانت من الركود سنوات طويلة لكنها بدأت تنتعش اليوم و تستقطب مزيدا من رجال الأعمال الذين قرروا خوض مغامرة الاستثمار في العديد من القطاعات المفتوحة لرأس المال الخاص.
و أغلب مشاريع الاستثمار بقالمة في قطاعات الزراعة و السياحة و البناء و الصناعة الغذائية، و البعض منها لم يتحقق على أرض الواقع بسبب ما يصفه المستثمرون بالعراقيل التقنية و المالية و حتى الإدارية، لكن الإدارة المشرفة على هذا القطاع الاقتصادي الهام تقول بأنها تؤدي دورها و تساعد المستثمرين لكنهم لم يبدوا مزيدا من الشجاعة و يتحملوا تبعات دفاتر الشروط الموقعة بين الطرفين و التي تحدد آجال الإنجاز و طبيعة المشروع و الجدوى الاقتصادية منه.
و تعتزم لجنة التنمية المحلية و التجهيز و الاستثمار و التشغيل بالمجلس الشعبي الولائي تقديم مقترحات بوقف المشاريع المتعثرة و استرجاع القطع الأرضية البيضاء و تسليمها لمستثمرين جادين لإنهاء الركود الذي يعاني منه الاستثمار المحلي.
فريد.غ
تكبّدوا خسائر كبيرة الموسم الماضي
تعاونية الحبوب تعجز عن توفير بذور جديدة لمنتجي القمح
عرضت تعاونية البذور و الحبوب و البقول الجافة بقالمة أمس الاثنين أنواعا قديمة من بذور القمح اللين و الصلب بالمعهد الفلاحي، مؤكدة بأنها لا تملك بدائل أخرى في الوقت الحالي.
و قدمت التعاونية التي تحتكر توزيع بذور القمح بقالمة ما لا يقل عن 7 أصناف من القمح الصلب و اللين ستكون في متناول المزارعين الموسم الجديد، و هي نفس الأصناف التي ظلت تستعمل على نطاق واسع بالولاية في السنوات الأخيرة، لكن البعض منها لم يعد قادرا على مواجهة التغيرات المناخية التي تعرفها المنطقة، و سببت متاعب كبيرة للمنتجين كما حدث هذه السنة بسهل الجنوب الكبير أين أتى الجفاف على مساحات واسعة من القمح.
و كانت سلطات قالمة قد طلبت عند انطلاق موسم الحصاد في جوان الماضي، من المهندسين العاملين بمخابر معالجة بذور القمح، البحث عن أصناف جديدة تقاوم الحرارة و الجفاف، و ذات مردود وفير، للتخفيف من معاناة المزارعين الذين تكبدوا خسائر كبيرة في السنوات الأخيرة، بسبب الجفاف و الأمراض النباتية التي أتت على مساحات واسعة من القمح بنوعيه اللين و الصلب.
و جاء عدد كبير من منتجي القمح لزيارة معرض للإنتاج الفلاحي بقالمة، و البحث عن أصناف جديدة من البذور تلائم المناخ الجديد المتميز بالحرارة القوية و فترات جفاف طويلة أثرت على قطاع الزراعة المحلية و ألحقت خسائر كبيرة بالمنتجين.
و قال مصدر من تعاونية الحبوب بقالمة للنصر بأن التعاونية تأمل في تجريب أصناف جديدة بقالمة ربما تكون أفضل مما هو متداول اليوم.
و اكتفى معهد تطوير بذور القمح بالقول إن الأصناف المعروضة اليوم هي البديل الوحيد أمام المزارعين عبر مختلف الأقاليم المنتجة للقمح بالمنطقة.
و كانت قالمة تشتهر بأصناف نادرة من القمح إلى غاية سنوات قليلة بعد استقلال البلاد، بينها القمح “البليوني” بمنطقة وادي الزناتي و قمح “الهذبة” و غيرها من الأصناف المقاومة للجفاف و الحرارة و الأمراض النباتية، لكن هذه الأصناف اختفت اليوم و عوضتها بذور جديدة يقول المزارعون بأنها لا تتحمل الجفاف و الحرارة و تتعرض لأمراض فطرية باستمرار.
فريد.غ