استمــــرار غلــــق المطاعــــم المدرسيـــة يرهــــــق تلاميـــــذ مناطــــق ريفيــــة بتبســــة
جدد أولياء تلاميذ المدارس الابتدائية ببلديات ولاية تبسة، مطلب إعادة فتح المطاعم المدرسية التي لم تفتح منذ الدخول المدرسي الأخير، مما خلق متاعب كثيرة للأولياء و أبنائهم الذين حرموا من الاستفادة من وجبة متكاملة، خاصة القاطنين منهم بأحياء بعيدة عن مؤسساتهم التربوية.
بعض الأولياء قالوا لـ « النصر»، بأن هذه الوضعية خلقت متاعب كثيرة لهم و لأبنائهم الذين اضطروا إلى التزود بوجبات خفيفة، في الوقت الذي يستفيد تلاميذ المتوسطات و الثانويات من وجبات كاملة، و أضاف الأولياء أن استمرار غلق المطاعم بعد أسابيع من الدخول المدرسي ، تسبب في متاعب أخرى للأولياء الذين أصبحوا يرافقون أبناءهم صباحا إلى المدرسة و العودة في منتصف النهار من أجل إطعامهم، و أحيانا تسلم لهم الوجبات أمام المؤسسة، لتخفيف عناء تنقلهم إلى البيت و تناول الغداء، وإذا كان تلاميذ المدارس الحضرية لا يجدون إشكالا في تناول وجباتهم الغذائية بحكم قرب مدارسهم من بيوتهم، فإن الصورة مغايرة تماما على مستوى المدارس الريفية، أين وقفت جريدة « النصر» أثناء زيارتها لبعض المدارس عن وضعيات صعبة، حيث أثر المشكل بشكل كبير على وضع التلاميذ الصحي و الدراسي، حيث وجدنا أن أغلبهم يقطعون يوميا مسافة تتجاوز 10 كلم ذهابا وإيابا، بين مقرات سكناتهم و مدارسهم في ظروف توصف بالمزرية دون تناول وجبة غذائية تقيم أصلابهم الطرية، لاسيما و أنهم أغلبهم يدرسون نظام الدوام الواحد، فهم يغادرون منازلهم في حدود الساعة السابعة صباحا و لا يعودون إليها إلا عصرا في أحسن الأحوال.
و قد أكد لنا مدير مدرسة ريفية، على أن الأغلبية من التلاميذ أصيبوا بالإرهاق و التعب و عدم القدرة على التركيز، لاسيما في الفترة المسائية، أين يستسلمون للنوم و شرود الذهن، بعد أن أخذ الجوع منهم كل مأخذ ، مضيفا أنه سجلت حالات عديدة من الإغماء في أوساط التلاميذ، لضعف أجسامهم النحيفة و الضعيفة التي لا تقوى على الجوع لساعات طويلة، خاصة إذا علمنا أنهم لا يتناولون فطور الصباح في بيوتهم، في ظل الظروف الاجتماعية والمادية للأولياء، وقد تأسف محدثنا لدور الأولياء الغائب عن التكفل بوضعية أبنائهم، لانشغالهم بمشاكل الحياة اليومية من رعي و فلاحة، و يبقى الأمل معلقا على السلطات المحلية للإسراع في فتح المطاعم المدرسية أمام التلاميذ لينالوا حقهم من الوجبات الغذائية.
و عن الأسباب التي أخرت فتح المطاعم المدرسية إلى غاية هذا الوقت، كشف مصدر لـ « النصر « عن أن المطاعم المدرسية دخلت الموسم الدراسي 2017/2018 في مرحلة جديدة من التسيير بعدما تنازلت وزارة التربية عنها لصالح البلديات، و هو ما زاد أوضاعها سوء بالنظر إلى الأوضاع المالية الصعبة التي تشهدها الكثير من الجماعات المحلية، حيث أن أغلب بلديات ولاية تبسة مفلسة و تعاني من أزمات مالية، و جاءت المطاعم المدرسية لتزيدها أعباء و هو ما حصل مع انطلاق السنة الدراسية، و أرجعت ذات المصادر تأخر فتح هذه المرافق إلى نقص التنسيق بين بعض البلديات و مديرية التربية، خاصة بعد المرسوم التنفيذي الصادر شهر أوت الماضي، و الذي منح حق تسيير المطاعم المدرسية للمجالس المحلية عن طريق مجلس استشاري يترأسه رئيس البلدية المعنية، مما أخر انطلاق العمل بالمطاعم المدرسية، مضيفا أن هذا المرسوم غيّر من نمط التصرف في الاعتمادات المالية المخصصة لعملية الإطعام المدرسي، إذ في السابق كان يتم اختيار الممونين عن طريق استشارة بسيطة، غير أن دخول المرسوم التنفيذي المذكور حيز التنفيذ أصبح وجوبا تنظيم مناقصة لاختيار الممونين بالمواد الغذائية للمطاعم، و هو إجراء يتطلب بعض الوقت، و قد انعكس ذلك جليا في بداية هذا الموسم الدراسي من خلال تأخر فتح المطاعم المدرسية . ع.نصيب