قلـــق مــن تـزايـد حــالات الحمـى المالطيــة بتبســة
أطلقت المفتشية البيطرية التابعة لمديرية المصالح الفلاحية للولاية، تحت الإشراف الشخصي لوالي ولاية تبسة حملة تحت شعار «معا لمكافحة داء الحمى المالطية››، بالتنسيق مع مديرية الصحة و السكان، و مديرية التجارة، و مديرية التربية، و مديرية الشؤون الدينية، و الغرفة الفلاحية، و المجالس البلدية.
حيث سيتم تكثيف تلقيح المجترات الصغيرة، و تشخيص البريسيلوز عند الأبقار عن طريق تحليل الدم، و مراقبة الحليب و مشتقاته. حملة مكافحة داء البريسيلوز عند الإنسان انطلقت بعمليات التحسيس الواسعة التي نظمت على مستوى المؤسسات التربوية، لاسيما الريفية منها و التجمعات الريفية، و عبر الدروس المسجدية، و مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أعطى الوالي في هذا الإطار تعليمات لكافة رؤساء الدوائر، للشروع في تنظيم أيام تحسيسية حول «داء الحمى المالطية”، ابتداء من هذا الأسبوع.
و تأتي هذه الحملة، بعد أن بات هذا الداء يشكل هاجسا للمواطنين و المسؤولين، عقب تزايد عدد الإصابات بشكل كبير، و الذي تجاوز ألف حالة خلال العام الماضي، و أصبح يكلف أعباء إضافية على خزينة الدولة، ذلك أن كلفة علاج مصاب واحد تتراوح بين 120 و 150 مليون سنتيم، تتحملها ميزانية قطاع الصحة، أين يتم التكفل مجانا بالمريض.
و أصبحت كلفة العلاج تمثل عبئا إضافيا كان بالإمكان تفاديه لو التزم المواطنون و المستهلكون لمادة الحليب بالتوصيات التي كثيرا ما ينصح بها الأطباء، و في مقدمة ذلك معرفة مصدر الحليب، و غليه قبل شربه و ضرورة تلقيح قطعان الماشية لتفادي انتقال هذا المرض إلى الإنسان عن طريق حليب الحيوان.
المفتشية البيطرية تؤكد على أن المسؤولية مشتركة، و نجاحها يتطلب وعي المواطن، و المشاركة في الحملات التحسيسية التي تنظمها مصالح الوقاية كل سنة حول داء البريسيلوز، من خلال التعريف به، و بأسبابه، و طرق الوقاية منه، غير أن نتائج هذه الحملات تبقى دون طموحات المسؤولين.
و على خلفية تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بمرض الحمى المالطية السنة الماضية، فقد أصدر الوالي قرارا رسميا يقضي بمنع بيع و توزيع مادة الحليب مجهول المصدر من قبل الباعة المتجولين و أصحاب المحلات التجارية عبر كافة تراب الولاية، بهدف الحفاظ على صحة و سلامة المواطنين بالدرجة الأولى، و حمايتهم من خطر الإصابة بمرض الحمى المالطية.
الطبيبة إيمان خرنان مسؤولة الطب الوقائي و علم الأوبئة بمديرية الصحة و السكان بولاية تبسة، أكدت على أنه نظرا للتزايد المستمر في عدد حالات الإصابة بمرض الحمى المالطية المسجلة على مستوى الولاية، خاصة بعد تسجيل أكثر من 1000 حالة إصابة في السنة المنصرمة، أرجعت أسباب تزايد هذا الداء و لاسيما في بلديات جنوب الولاية، إلى بيع و توزيع الحليب الطازج و غير المبستر مجهول المصدر من طرف الباعة المتجولين و أصحاب المحلات التجارية الخاصة ببيع الحليب.
مضيفة أن عدم الامتثال لقرار الوالي، يعرّض الباعة لعقوبات ردعية، أهمها الحجز الفوري لمادة الحليب، و إغلاق و تشميع المحل التجاري، و المتابعة القضائية و تطبيق العقوبات المنصوص عليها قانونا ضدهم، مضيفة أن تطبيق هذا القرار سيحد من استهلاك مادة الحليب مجهول المصدر، و بالتالي الحد من خطر الإصابة بهذا الداء الفتاك الذي يهدد الإنسان.
ع.نصيب