ابن مريض يكسر أنف رئيسة مصلحة الاستعجالات بمستشفى البرج
نظم يوم، أمس، عمال الطاقم الطبي و شبه الطبي بمستشفى لخضر بوزيدي بولاية برج بوعريريج، وقفة احتجاجية نددوا فيها بالاعتداء العنيف الذي تعرضت له رئيسة مصلحة الاستعجالات من قبل ابن مريض تم تحويله من عيادة بلدية خليل، ما تسبب في إصابتها بكسر على مستوى الأنف، و حصولها على شهادة عجز طبي لمدة 21 يوما.
و أكدت الضحية الدكتورة (ش.م) تعرضها لاعتداء عنيف في ساعة متأخرة من، عشية أمس الأول، من قبل ابن أحد المرضى الذي حول على متن سيارة إسعاف من عيادة بلدية خليل، و ذلك بعدما حاول إخراج والده من المصحة دون الحصول على إذن الطبيب بمصلحة الاستعجالات، مشيرة إلى أنها حاولت تهدئته و طلبت منه التحلي بالصبر و التعقل، لينهال عليها بعبارات الشتم، قبل أن يوجه لها لكمة على مستوى الوجه، و دفعها على إطار باب القاعة، ما تسبب في إصابتها بكسر على مستوى عظم الأنف، استدعى إخضاعها لعملية جراحية دقيقة، و منحها عطلة مرضية لثلاثة أسابيع من قبل الطبيب الشرعي.
و حسب ما استقيناه من معلومات، فقد تم توقيف المعتدي من قبل مصالح الأمن، و إحالته على النيابة المحلية، أين صدر في حقه أمر بالإيداع رهن الحبس المؤقت، و أكدت في هذا الصدد الضحية، على رفع دعوى قضائية ضده، مبدية حرصها على عدم التسامح مع المعتدي لتجنب تكرار مثل هذه الاعتداءات.
و ندد الأطباء و أعوان شبه الطبي و الحراسة في وقفتهم الاحتجاجية، من تكرار مثل هذه التصرفات التي اعتبروها عدوانية و منافية للسلوكات الحضارية، في وقت تزايدت حدة الاعتداءات على الأطباء و الممرضين، مطالبين بضرورة تدخل السلطات لوضع حد لهذه التصرفات العدوانية، من خلال توفير الأمن داخل مصلحة الاستعجالات، و تنظيمها بما يجعل الطبيب يعمل في ظروف مريحة بعيدة عن حالة الفوضى التي تسود مختلف المصالح.
خاصة و أن المصلحة غير مواتية لشروط العمل لضيقها قياسا بالإقبال الكبير الذي تشهده يوميا، حيث تستقبل أزيد من 500 مريض يوميا، فضلا عن الحالة النفسية للمرضى و مرافقيهم التي عادة ما يقع الأطباء و الممرضون ضحية لها بالاعتداء اللفظي و الجسدي، و ذلك لإجبارهم على التكفل بمرضاهم دون مراعاتهم لحالات استعجالية تتطلب التدخل الفوري.
و بالمقابل من ذلك، يرى المرضى و المواطنون بولاية البرج، أن المستشفى الولائي أصبح غير قادر على تلبية انشغالاتهم، ما أثر بالسلب على الخدمات المقدمة للمرضى، حيث عادة ما يتطلب الأمر معارف من داخل المستشفى للحصول على أبسط الخدمات الصحية و إجراء العمليات الجراحية، في وقت لازالت الولاية ترث هذا المستشفى منذ حقبة من الزمن، رغم تضاعف تعداد سكانها إلى أكثر من 650 ألف نسمة، و هو الأمر الذي ينطبق كذلك على باقي المؤسسات الاستشفائية التي تبقى خدماتها بعيدة عن طموحات المواطنين.
من جانبها تقدمت إدارة المستشفى بشكوى لدى مصالح الأمن عقب تعرض الطبيبة للاعتداء، و تأسست كطرف مدني في القضية، و نددت بالاعتداء، خاصة و أنه ليس الأول، بل تم تسجيل حالات مشابهة تمثلت في الاعتداء على الأطباء و الممرضين، و تحطيم الواجهات الزجاجية لمدخل مصلحة الاستعجالات في الكثير من المرات.
ع/بوعبدالله