تعمــيم نظـــــــام التقطـيـــــر على حقــــــول الطمــاطم الصنـــاعيــــــــة
تحول المزارعون المنتجون للطماطم الصناعية بقالمة، إلى نظام السقي بالتقطير هذا الموسم، في محاولة للحد من تأثير أزمة مياه السقي التي تخيم على قطاع الزراعة، بعد موجات الجفاف الطويلة التي ضربت المنطقة و أدت إلى هبوط حاد لأكبر سد بالولاية.
و بدأ أصحاب حقول الطماطم الصناعية في تركيب سلسلة التقطير، عشية انطلاق حملة الغرس ببلديات حمام دباغ، مجاز عمار، قالمة، الفجوج، بلخير، بومهرة أحمد و جبالة و بوشقوف، و غيرها من المناطق المعروفة بإنتاج مكثف لهذا النوع من المحاصيل الإستراتيجية.
و بالرغم من التكلفة المرتفعة لتجهيزات نظام التقطير، فإنه أصبح الخيار الوحيد لمواجهة ندرة مياه السقي، في واحدة من أصعب المواسم على منتجي الطماطم الصناعية بقالمة، حيث لم يعد بإمكانهم استعمال نظام الرش الذي يهدر كميات كبيرة من المياه، كما كان يحدث خلال السنوات الماضية.
و بات من المؤكد بأن كمية المياه التي دخلت سد بوحمدان الكبير، بعد العاصفة الثلجية الأخيرة، لن تستخدم في سقي الحقول الزراعية هذه السنة، و ستخصص لتلبية حاجيات السكان من مياه الشرب فقط.
و يعول المزارعون المنتجون للطماطم الصناعية بقالمة، على مصادر المياه الشحيحة بوادي سيبوس، و ربما بعض الدعم من سد الشارف بولاية أم البواقي كما حدث السنة الماضية، لكن المخاوف تبقى سائدة بخصوص موسم سقي صعب، دفع بالكثير من أصحاب الأراضي الزراعية بمحيط السقي قالمة بوشقوف إلى التحول إلى زراعة القمح، و التخلي عن الطماطم الصناعية لتفادي كارثة شبيهة بما حدث الصيف الماضي، عندما جفت الأودية، و توقفت المضخات العملاقة التي تغذي المحيط الشهير، المتربع على مساحة 10 آلاف هكتار تعد من أجود الأراضي الزراعية بالمنطقة.
و تعد قالمة من بين الولايات الرائدة في إنتاج الطماطم الصناعية بالجزائر، حيث حققت نتائج كبيرة في هذا المجال، و بلغ مردود الهكتار الواحد سقف الألف قنطار ببعض المناطق، لكن مشكل السقي ظل الهاجس الكبير للمنتجين.
و تسمح تقنية السقي بالتقطير باقتصاد المياه، و زيادة الإنتاج، و الإبقاء على رطوبة التربة لمدة طويلة، دون أن تتبخر المياه، تحت تأثير حرارة الصيف الشديدة، خلافا لنظام الرش الذي يهدر المياه و لا يحافظ على رطوبة التربة، و تغذية شجيرات الطماطم أطول مدة ممكنة.
فريد.غ