طالبت الحركة الجمعوية، و المجتمع المدني بمدينة بوسعادة بولاية المسيلة، بضرورة تفعيل المخطط التوجيهي للمدينة، و خلق منطقة صناعية، و تعيين منطقة التوسع السياحي، وكذا دراسة المخطط التوجيهي بعيدا عن الارتجالية في القرارات التي أصبحت حسبهم تضر بجمالية المدينة، و واجهة لفوضى مقننة بعدما تم توطين العديد من المشاريع الاستثمارية داخل المحيط العمراني، و على أرضيات مخصصة لمرافق، و تجهيزات عمومية.
و في رسالة موقعة من قبل الحركة الجمعوية موجهة للوزير الأول تلقت النصر نسخة منها، أشار أصحابها إلى الوضع الحالي لمدينة بوسعادة، و الذي وصفوه بالمبهم لجميع فعاليات المجتمع المدني، و المثقفين بصفة خاصة بخصوص الحراك بهذه المدينة السياحية، حيث قالوا بأن التجربة السابقة في مجال الاستثمارات انتهت بوقوع انحرافات بعدما تحولت هذه الاستثمارات إلى تجزئات ترابية، و لم يتم استغلالها، و التحكم فيها، و باتت في نظر المواطنين عبارة عن استثمارات وهمية.
و دعا موقعوا الوثيقة إلى وجوب تجسيد مبدأ الديمقراطية التشاركية المبدعة التي دعا إليها وزير الداخلية، و الجماعات المحلية في لقائه بالمجتمع المدني بمدينة بوسعادة خلال زيارته لولاية المسيلة السنة الماضية، مطالبين في هذا الصدد بتوضيحات حول الاستثمارات الممنوحة بطريقة شفافة، و واضحة، و علنية، مؤكدين على مرافقتهم، و رضاهم عن الاستثمارات التنموية الحقيقية في إطار برنامج رئيس الجمهورية، و التي تحظى حسبهم بالتزكية من قبل الجميع، لاسيما تلك التي تساهم في النمو بعيدا عن العشوائية، و الارتجالية.
كما انتقد هؤلاء طريقة تعامل الجهات الوصية مع خلق المنطقة الصناعية، و منطقة التوسع السياحي، و التي بقيت عبارة عن حبر على ورق لم تجسد على أرض الواقع، و التي كان من شأنها الحفاظ على وجه المدينة من خلال منع البناء في واحة بوسعادة، و التي تعتبر أقرب واحة للبحر الأبيض المتوسط عبر كل القطر الجزائري، و هي وجه مدينة بوسعادة العريقة على حد ذكرهم.
و ذكر أصحاب الشكوى بما صدر عن وزير الداخلية و الجماعات المحلية من تصريحات في لقائه مع المجتمع المدني العام الماضي، و الذي دعا لاسترجاع كل الجيوب العقارية في الوسط العمراني لاستغلالها في انجاز مشاريع التجهيزات العمومية، و من ذلك الأرضية المخصصة لمشروع خط السكة الحديدية، و الأرضية التي ينتظر أن ينجز عليها مشروع مستشفى الأم، و الطفل.
فارس قريشي