أكد، يوم أمس الأول، الرئيس المدير العام لشركة «تيرامين»، فانغ شانغ، خلال لقائه مع السلطات الولائية، التقدم والديناميكية الإيجابية التي يشهدها مشروع منجم استغلال الزنك والرصاص ببلديتي تالة حمزة وأميزور بولاية بجاية، مبديا ارتياح الشركة للتقدم المحرز في تنفيذه بالنظر إلى التسهيلات والمرافقة المستمرة من قبل سلطات الولاية والحرص والمتابعة المستمرة لمشاريع المناجم على أعلى مستوى، بما في ذلك هذا المنجم الذي بقي حبيس الأدراج لمدة 17 سنة، قبل أن يعاد بعثه منذ مدة تزيد عن العامين.
وجاءت تطمينات مدير الشركة المكلفة بتنفيذ المشروع، خلال لقاء جمعهم بوالي ولاية بجاية، حسب ما أكدته مصالح الولاية في بيان لها،تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، حيث استقبل والي الولاية وفدا ضم كلا من الرئيس المدير العام للشركة الأسترالية «تيرامين، والرئيس المدير العام للشركة الصينية المتخصصة في إدارة وتطوير المناجم، بحضور مديرة الشركة المختلطة الجزائرية-الأسترالية «ويسترن ميديتيرانيان زنك» المكلفة بتنفيذ المشروع.
وأشارت مصالح ديوان الولاية، بخصوص الجدوى من هذا اللقاء، إلى حرص الوالي على متابعة تنفيذ المشروع، ومن ذلك عقد عديد اللقاءات مع المسؤولين المباشرين وشركات الإنجاز لعرض أهم المستجدات وتذليل العقبات، بالنظر إلى الأهمية التي يكتسيها هذا المشروع في التنمية الاقتصادية وتنويع مصادر الثروة على المستوى المحلي و الوطني، إذ يكتسي هذا المنجم أهمية قصوى من حيث احتياطه المقدر بـ 54 مليون طنا، منها 34 مليون طنا قابلة للاستغلال لمدة 20 عاما ويتوقع استخراج 2 مليون طن من المعادن سنويا، خلال المرحلة الأولى من التشغيل، منها 170 ألف طن من مركز الزنك و 30 ألف طن من الرصاص، مع الأخذ في الحسبان أن كمية الزنك قابلة للزيادة مستقبلا بحيث يمكنها بلوغ 250 ألف طن، مع بلوغ المصنع ذروة الإنتاج، حسب الدراسة المنجزة .
وتمت الاشارة في ذات البيان إلى تأكيد والي بجاية خلال اللقاء على الأهمية الاقتصادية الاستراتيجية لهذا المشروع الهيكلي، ودوره المحوري في تنمية قطاع المناجم وتعزيز النشاطات المنجمية بالجزائر، بما يسهم في الاستغلال الأمثل للثروات الوطنية، مشيرا إلى الآثار الإيجابية المنتظرة على الصعيدين الوطني والمحلي، لا سيما فيما يتعلق بخلق فرص العمل وتوفير إمكانيات التكوين في مجال التعدين، مما يعزز التنمية الاقتصادية لولاية بجاية.
من جانبهم، أشاد أعضاء الوفد بالجهود المبذولة من طرف والي الولاية لمرافقة المشروع وتذليل كافة العقبات الإدارية، معربين عن ارتياحهم للتقدم المحرز في تنفيذه،والديناميكية الإيجابية التي يشهدها المشروع، خاصة وأنه يعد مكسبا هاما نحو تعزيز قطاع التعدين في الجزائر وتنويع مصادر الدخل الوطني، إذ ينتظر أن يساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لولاية بجاية.
ويعد مشروع منجم الزنك والرصاص بولاية بجاية من بين أهم المشاريع المشتركة، بين الجزائر والشركة الأسترالية «ويسترن ميديترانين زنك»، ويقع في منطقتي تالة حمزة ووادي أميزور، ويتوقع حسب التقديرات الأولية أن يدخل حيز الإنتاج نهاية العام الجاري أو خلال العام القادم 2026، على أبعد تقدير، بعد توقيع عقد إنجاز والانطلاقة الفعلية للمشروع شهر نوفمبر من عام 2024، وقبلها تسجيله في سنة 2023، بتكلفة تقدر بـ471 مليون دولار، تشمل تكاليف البناء والتشغيل، بالإضافة إلى التكاليف غير المباشرة مثل الإدارة واللوجستيات، وإنجاز مصنع لمعالجة المادتين، إذ تم توقيع عقد إنجاز بين الشركة الجزائرية الأسترالية «ويسترن ميديترانين زنك» والشركة الصينية «سينوستيل».
ويتربع المشروع على مساحة قدرها 23.4 هكتارا، ويتضمن ثلاث مراحل رئيسية، حسب الدراسة والتخطيط، تتمثل في بناء المنجم والمصنع، ودخوله حيز الاستغلال والإنتاج لمدة 19 عاما، ليتم غلق الموقع فيما بعد، لإعادة تأهيله خلال مدة خمس سنوات، ويتوقع أن يوفر حوالي ألف وظيفة مباشرة و 4 آلاف غير مباشرة.
و قد تمت تهيئة وبناء وتأهيل موقع احتضان المشروع على مقربة من الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين ولايتي بجاية وسطيف عبر أميزور، وعلى بعد حوالي 20 كلم من ميناء بجاية.
ع/ بوعبدالله