تعززت جامعة، محمد البشير الإبراهيمي، بولاية برج بوعريريج، بمشروعين استراتيجيين، يهدفان إلى تعزيز دور الجامعة في المنظومة التعليمية الوطنية وتحسين جودة التكوين العالي، يتمثلان في الحصول على الموافقة لإنجاز مدرسة عليا للأساتذة واستوديو متطور للإعلام والاتصال.
وأكد مدير الجامعة، البروفيسور، بوعزة بوضرساية، للنصر، أمس، موافقة الوزارة الوصية على إنشاء المدرسة العليا للأساتذة، التي من المقرر أن تفتح أبوابها ابتداء من السنة الجامعية المقبلة 2025-2026، في استجابة للاحتياجات الوطنية في قطاع التربية ولتوسيع شبكة التكوين النوعي للمعلمين، مشيرا إلى أن «هذا المشروع يندرج ضمن رؤية مستقبلية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، ويهدف إلى تكوين أساتذة مؤهلين للأطوار التعليمية الثلاثة، الابتدائي المتوسط والثانوي».
وأوضح أن هذه المدرسة ستشمل تخصصات متنوعة تغطي كافة احتياجات وزارة التربية، بما في ذلك اللغات (العربية، الفرنسية، الإنجليزية) في جميع الأطوار، والعلوم الدقيقة (رياضيات، علوم طبيعة وحياة، تكنولوجيا)، بالإضافة إلى العلوم الإنسانية (تاريخ وجغرافيا)، فضلا عن تخصصات تقنية للمرحلة الثانوية (هندسة مدنية، ميكانيكية، وهندسة الطرائق)، مضيفا أن المدرسة ستتبع نموذجا تكوينيا يجمع بين الجانب النظري والتطبيقي لتلبية متطلبات سوق العمل التربوي.
وبخصوص المشروع الثاني فأكد على تجهيز استوديو خاص بقسم علوم الإعلام والاتصال بأحدث المعدات، ما سيوفر فضاء تطبيقيا ملائما لطلبة الإعلام والاتصال، لصقل مهاراتهم العملية في مجالات السمعي البصري والرقمي، إذ يهدف إلى جسر الهوة بين التكوين الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل الإعلامي، ما يعزز فرص الخريجين في الحصول على وظائف، كما سيُستخدم الأستوديو كمنصة إعلامية للجامعة لتغطية نشاطاتها العلمية والثقافية ونشرها على نطاق واسع. وشدد مدير الجامعة على أن هذه المبادرات تعكس التزام الجامعة بالتطوير المستمر ورفع مستوى التكوين، مشيرا إلى أن جامعة برج بوعريريج، رغم حداثة نشأتها، استطاعت أن تحتل مكانة مرموقة ضمن الجامعات الوطنية بفضل جهود طاقمها الإداري والبيداغوجي، مبرزا أن مشروع المدرسة العليا للأساتذة يعد محفزا للطلبة، خاصة وأنها تعفي الراغبين في الالتحاق بالمدارس العليا للأساتذة من التنقل إلى الولايات المجاورة على غرار مدرسة الأساتذة بالعلمة في ولاية سطيف، أو المدرسة العليا للأساتذة ببوسعادة في ولاية المسيلة، أين كان يوجه الناجحون في شهادة البكالوريا من ولاية البرج إلى هاتين المدرستين على وجه التحديد، ما يتطلب منهم التنقل على مسافات بعيدة والتعليم الاقامي، في حين سيمكن المشروع الجديد من تقريب المرفق التعليمي للطلبة و اعفائهم من مشقة السفر والابتعاد عن عائلاتهم.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كانت قد وجهت مراسلة إلى رؤساء الندوات الجهوية، نهاية شهر جانفي الفارط، دعتهم فيها إلى تبليغ قرارها إلى رؤساء ومدراء الجامعات، لحثهم على توسيع شبكة المدارس العليا للأساتذة على مستوى المدن الجامعية، بهدف تغطية الاحتياجات المتزايدة لقطاع التربية في مجال التأطير البيداغوجي لمختلف الأطوار التعليمية. وقد وجهت المديرية العامة للتعليم والتكوين تعليمة إلى رؤساء الندوات الجهوية للجامعات ومديري المؤسسات الجامعية، مراسلة تدعوهم فيها إلى موافاة الوزارة بقائمة المؤسسات الجامعية التابعة لندواتهم والتي تتوفر على هياكل بيداغوجية وتأطير مناسب لاستحداث هذه المدارس العليا، مع إمكانية تحويل فضاءات بيداغوجية لهذا الغرض.
ويهدف هذا الإجراء، إلى تحضير المنشور الوزاري الخاص بتوجيه حاملي شهادة البكالوريا دورة 2025، بما يضمن توفير تأطير بيداغوجي كفء ومؤهل للمؤسسات التربوية في مختلف المراحل التعليمية، كما يعكس هذا القرار حرص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تلبية احتياجات قطاع التربية وتوفير الكفاءات اللازمة للارتقاء بمستوى التعليم في الجزائر.
ع/بوعبدالله
