قدّر أولياء التلاميذ العزوف عن إجراء امتحانات البكالوريا التجريبية بنسبة تفوق العشرين في المائة، ووصفوا الظاهرة بالخطيرة، التي تتطلب التدخل العاجل لوزارة التربية، واعتماد البطاقة التركيبية والمقاربة بالكفاءات وفق تقدير النقابات، لإلزام التلاميذ بالمداومة للتحكم في هذه الطريقة، عوض الاعتماد على الاسئلة المباشرة.
وأعرب اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ أمس، عن قلقه إزاء عدم اكتراث طلبة الأقسام النهائية باجتياز امتحانات البكالوريا التجريبية التي انطلقت أول أمس، رغم ما لها من أهمية في تحضيرالممتحنين من الجانب النفسي والبيداغوجي لهذا الموعد المصيري، وقدّر مسؤول التنظيم خالد أحمد، نسبة عزوف التلاميذ عن البكالوريا التجريبية بأزيد من 20 في المائة، داعيا الوزارة إلى اتخاذ إجراءات صارمة، لأن ترك الوضع على ما هو عليه سينفّر التلاميذ من هذه الامتحانات رغم أهميتها البيداغوجية، وحمل المصدر الأولياء بالدرجة الأولى وكذا مفتشي التوجيه المدرسي القسط الأكبر من
المسؤولية، بسبب تقصيرهم في توعية التلاميذ بأهمية المداومة وإجراء امتحانات البكالوريا التجريبية، فضلا عن تقصير الوزارة في تنظيم أيام تحسيسية بحضور الأولياء والتلاميذ، وعدم اكتراث مسيري الثانويات بإعلام الآباء بتلك الغيابات، معتقدا بأن ترك الحرية المطلقة للتلميذ في الحضور أو التغيب عن البكالوريا التجريبية، سيجعلها دون أهمية مع مرور الوقت، و أن التلاميذ سيهجرونها تدريجيا.
وأفاد من جهته الناطق باسم نقابة الكنابست مسعود بوديبة للنصر، بأن القلة القليلة التي تجتاز البكالوريا التجريبية هذه الأيام لم تولِ لها أي أهمية تذكر، اعتقادا منها بأنها مضيعة للوقت، مفضلة اللجوء إلى الدروس الخصوصية، بدعوى أن الباك التجريبي ليس له أي علاقة بالبكالوريا الرسمية التي ستنطلق يوم 7 جوان المقبل، ولا بالمسار الدراسي، مقترحا تطبيق البطاقة التركيبية، لأن استمرار ظاهرة العزوف سيؤدي حسبه إلى ظهور نتائج خطيرة بعد سنوات، جراء عدم اهتمام التلاميذ بالتكوين البيداغوجي والعلمي، وتفضيلهم تلقي الدروس الخصوصية
التي تعتمد على طريقة
معالجة التمارين دون إجراء الدروس المرتبطة بها، مؤكدا بأن هذا الأسلوب ينتج تلاميذ غير ملمين بكافة المقرر الدراسي حين بلوغهم المستوى الجامعي، وهو ما يفسر اتساع نسبة الراسبين في السنة الأولى جامعي.
ويعتقد الأستاذ بوديبة بأن تماطل وزارة التربية الوطنية في تطبيق المقاربة بالكفاءات في شهادة البكالوريا، شجّع التلاميذ على النفور من الأقسام والتوجه إلى الدروس الخصوصية، لأن هذه الطريقة تجبر التلميذ على الحضور بشكل منتظم إلى القسم للتحكم فيها، مقترحا إعادة النظر في تقييم امتحانات البكالوريا، متأسفا في ذات الوقت لكون نسبة 70 في المائة من أسئلة هذه الامتحانات المصيرية تعتمد على الأسلوب المباشر، الذي يقوم على طرح مجموعة من التمارين، ويطلب من الممتحنين حلها، الأمر الذي جعلهم يقبلون بشكل مفرط على الدروس الخصوصية لحفظ طريقة الحل،
دون بذل مجهودات إضافية، موضحا بأن الأسلوب المباشر في طرح الأسئلة معتمد عليه للأسف في جميع الأطوار التعليمية، بسبب عدم التزام الهيئة الوصية بتطبيق روح الإصلاحات، القائمة أساسا على تطبيق أسلوب المقاربة بالكفاءات.
وانتقد ممثل الكنابست، عدم اعتماد الوزارة على البطاقة التركيبية، رغم الاتفاق على الشروع في العمل بها بداية من سنة 2013، قائلا بأن البطاقة التي اقترحتها الوزيرة مختلفة تماما عن ذلك، “خاصة عندما أوهمت التلاميذ باعتمادها في اختيار التخصصات بالجامعة”، وكذا باحتسابها في معدل البكالوريا، وحذّر المتحدث وزارة التربية الوطنية من مغبة عدم الإعلان عن الدروس المرجعية، واقترح أن يعلم طلبة الأقسام النهائية بالتقرير الذي أعدته اللجنة الوطنية لتقييم تقدم الدروس التي ستجتمع هذه الأيام لضبط أسئلة البكالوريا، بدعوى أن ترك الأمور غامضة سيسمح
لأطراف بالتلاعب بهذه الامتحانات، وقد يدفع بالتلاميذ إلى إثارة المشاكل والفوضى على غرار ما حدث في سنوات سابقة، وهو الرأي الذي أيّده أولياء التلاميذ بدعوى الإضراب الذي دام شهرا كاملا وعرقل سير الدروس، وأثر نفسيا على المرشحين لاجتياز البكالوريا.
لطيفة بلحاج