عرفت مدينة عنابة أجواء حزينة لوفاة رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح باعتبارها مدينته الثانية بعد مسقط رأسه عين ياقوت بباتنة، وقد أقيمت خيمة عزاء، فيما أشاد جيرانه ومعارفه بمعاملته الحسنة وأخلاقه الحميدة.
ترعرع قايد صالح بمدينة عنابة بعدما تحول والده للإقامة بها قبل اندلاع الثورة التحريرية، في أسرة مكونة من 5 أبناء، حيث التحق الأبناء الأربعة بينهم الفقيد بجيش التحرير بالمنطقة الشرقية التابعة للشمال القسنطيني، وبعد الاستقلال بقيت عائلة أحمد قايد مقيمة بعنابة إلى يومنا هذا، وكان الفقيد يتردد عليها باستمرار، خاصة في المناسبات الدينية والأعياد، فيما كانت زيارة قبر والده وأشقائه، من أبرز الأعمال التي يداوم عليها بعنابة.
وخلال فترة حياته ربط علاقات إنسانية خاصة مع جيرانه بحي «كاروبي» وكان يحرص على معاملتهم بإحسان حسب تصريح بعضهم للنصر، ويرفض بشدة أي إساءة قد تصدر من عائلته اتجاههم، كما يشهد جيرانه بالأخلاق والمعاملة الطيبة لعائلة قايد صالح خاصة زوجته، التي شجعت على بناء مسجد، مقابل مسكنهم يشرف عليه ابنها بومدين ، وقد اختار المرحوم القايد صالح تسمية المسجد باسم الشهيد زيغود يوسف، رفيقه في الكفاح.
من جهتهم رفقاء الفقيد في السلاح عبروا عن حسرتهم لفراقه، حيث قال «عمي علي»، بأنه شارك معه في اشتباكين مع الاستعمار الفرنسي، على خط «موريس» مبديا تأثره برحيل أحد رفاقه.
وأقيمت أمس، خيمة عزاء على روح الفقيد الفريق أحمد قايد صالح بساحة الثورة، حيث عرفت توافد المواطنين، لتسجيل تعاطفهم وتأثرهم بوفاة الفقيد، وأجمع الحضور بخيمة العزاء، على ذكر مناقب الفقيد، وفضله في مرافقة الحراك وتجنيب البلاد الدخول في فوضى، حيث قال أحدهم «قايد صالح أدخل العصابة السجن وقاد البلاد إلى بر الآمان».
وقد لاحظنا إغلاق محلات تجارية أبوابها حدادا على وفاة الفقيد، على غرار محلات الوفاء وسط مدينة عنابة.
حسين دريدح
