وجه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، دعوة لرئيس جمهورية تركيا، رجب طيب أردوغان، لزيارة الجزائر، وقد قبلها الطرف التركي، وذلك خلال استقباله لوزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو، حيث تم الاتفاق على بذل كل الجهود لوقف إطلاق النار في ليبيا.
وحسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية، فإنه في بداية اللقاء، «نقل الوزير الضيف تهاني الرئيس رجب طيب أردوغان إلى السيد الرئيس بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية، وقدم له تعازيه في وفاة المرحوم الفريق أحمد قايد صالح طيب الله ثراه».
و أشار المصدر ذاته إلى أن اللقاء «تناول المستوى الجيد للعلاقات الثنائية، وكيفية إعطائها دفعا قويا على أسس جديدة، وتوسيع آفاقها إلى تعاون أعمق في المجال الاقتصادي وتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا».
كما تناول اللقاء، «الوضع في ليبيا في ضوء تصعيد أعمال العنف الناجمة عن التدخلات الأجنبية، التي تعقد سبل الحل السياسي الكفيل وحده بإعادة الأمن والسلم والاستقرار إلى ربوع ليبيا الشقيقة».
وأوضح البيان أنه «بعد تحليل معمق للوضع من كل جوانبه، بما فيها التدخلات العسكرية الأجنبية في التراب الليبي، اتفق الطرفان على تجنب أي إجراء عملي يزيد في تعكير الأجواء، وبذل كل الجهود لوقف إطلاق النار، وعبرا عن أملهما في أن تكون الندوة الدولية المزمع تنظيمها حول ليبيا بداية للحل السياسي الشامل، الذي يضمن وحدة ليبيا شعبا وترابا ويحمي سيادتها الوطنية».
وفي نهاية اللقاء، أكد الطرفان «إرادتهما لإنعاش آليات التعاون القائمة، و وضع ميكانيزمات جديدة تمكن من إقامة تشاور استراتيجي على أعلى مستوى»، كما وجه السيد رئيس الجمهورية «دعوة لرئيس جمهورية تركيا، السيد رجب طيب أردوغان، لزيارة الجزائر، وقد قبلها الطرف التركي على أن يحدد موعدها في الأيام القادمة». كما تحادث وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، أمس الثلاثاء، مع نظيره التركي، وتوسعت بعد ذلك المحادثات لتشمل وفدي البلدين، حيث تطرق الطرفان إلى المسائل الإقليمية والدولية الراهنة. كما كانت المسائل الاقتصادية، لا سيما تعزيز الاستثمار في صلب المحادثات بين الوزيرين.
ويأتي استقبال رئيس الجمهورية لوزير الخارجية التركي الذي حل ببلادنا مساء أول أمس الاثنين ، في زيارة تدوم يومين، ساعات بعد استقباله لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج، الذي زار الجزائر أول أمس، على رأس وفد ليبي، حيث تم إجراء محادثات بين الطرفين، بخصوص تدهور الوضع الأمني في ليبيا، كما تم تبادل وجهات النظر حول الوسائل والسبل لإعادة الأمن والسلم إلى ربوع هذا البلد، فيما دعت الجزائر على ضوء هذا اللقاء، المجموعة الدولية وخاصة مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياتها في فرض احترام السلم والأمن في ليبيا.
وكان رئيس الجمهورية قد أجرى، أول أمس، مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تحادثا فيها، حول وجهات نظر البلدين المتطابقة، بخصوص ضرورة التعجيل بإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية و الوقف الفوري للنزاع المسلح ووضع حد للتدخلات العسكرية الأجنبية، كما دعت ميركل الجزائر لحضور الندوة الدولية المزمع تنظيمها في برلين حول ليبيا، وكذا توجيه دعوة رسمية لرئيس الجمهورية لزيارة ألمانيا.
وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية المكثفة، لتؤكد العودة القوية للجزائر على الساحة الدولية، من أجل لعب دورها التقليدي والمعهود على المستوى الدولي و الإقليمي، حيث يرى أغلب الملاحظين بأن الجزائر استعادت وزنها وثقلها الإقليميين، وهو ما يفسر طلب العديد من الأطراف مشاركة الجزائر في حل الأزمة الليبية، الأمر الذي غاب نسبيا في وقت مضى، غير أن تمكن الجزائر من تجاوز الفراغ الدستوري على المستوى الداخلي، بإجراء انتخابات رئاسية، توجت باختيار عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية،، أتاح لها المجال للعودة إلى لعب دورها على الصعيد الدولي.
ق.و