الرئيــس تبــون يتلقى رسالــة خطيــة من نظيره الموريطانـي
استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أول أمس الخميس بالعاصمة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريطاني في الخارج، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي نقل له رسالة خطية من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، تتعلق بالعلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين، وأكد رئيس الدبلوماسية الموريطانية، أن بلاده تدعم الدور البناء والايجابي، الذي تقوم به الجزائر لإيجاد حل للأزمة الليبية، وترحب باقتراح الرئيس تبون، باحتضان الجزائر للحوار بين الأشقاء الليبيين.
وأوضح بيان لرئاسة الجمهورية أنه جرى، خلال هذا الاستقبال، «تبادل وجهات النظر حول المزيد من التنسيق والتشاور في القضايا المغاربية، وكذلك توسيع مجالات التعاون الثنائي وخاصة في ميادين التكوين المهني والطاقة والتبادل التجاري وتعزيز النقل البري بإتمام إنجاز الطريق الرابط بين مدينتي زويرات وتندوف».
كما شكر الوزير الموريتاني الجزائر على «استقبالها الدائم للطلبة الموريطانيين في معاهدها وجامعاتها، وبصفة خاصة على قبولها ترحيل الرعايا الموريطانيين من مدينة ووهان الصينية على نفس الرحلة مع الطلبة الجزائريين ورعايا من تونس وليبيا»، مؤكدا أن ذلك «ترك أطيب الأثر لدى الشعب الموريتاني الشقيق»، مثلما جاء في البيان.
وخلال هذا اللقاء، تلقى الرئيس تبون «دعوة رسمية من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لزيارة موريطانيا ورد عليه بدعوة مماثلة لزيارة الجزائر متى سمحت له الظروف بذلك، على أن يحدد موعدها بالطرق الدبلوماسية»، يضيف المصدر ذاته.
وفي تصريح أدلى به للصحافة عقب الاستقبال، ثمن رئيس الدبلوماسية الموريتانية «العلاقة الاستراتيجية» التي تجمع الجزائر وموريطانيا، مضيفا بالقول، «ما توصلت إليه من توجيهات من طرف الرئيس تبون يدل على متانة العلاقة بين البلدين وأهميتها».
كما أبرز، عزم الطرفين على تعزيز روابطهما الثنائية، حيث قال بهذا الخصوص «علاقاتنا الثنائية ممتازة ونريد أن نعطيها دفعا إلى الأمام».
وبعد أن أشار إلى أن الرئيس تبون حمله «جملة من الرسائل» إلى نظيره الموريتاني ووجه له دعوة للقيام بزيارة إلى الجزائر، خلص السيد ولد الشيخ إلى القول: «أذهب من هنا بكثير من التفاؤل بخصوص العلاقة المتميزة التي تجمع الجزائر وموريطانيا».
وأفاد السيد ولد الشيخ، في ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، ردا عن سؤال بخصوص موقف بلاده من اقتراح رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الخاص باحتضان الجزائر للحوار بين الأشقاء الليبيين، قائلا «نحن نرحب بهذه المبادرة التي نرى فيها الكثير من التطور الايجابي لحل الأزمة الليبية التي تفاقمت ووصلت إلى مستوى مخيف»، مشيرا في نفس السياق إلى وجود «تطابق كبير» في وجهات النظر بين البلدين، خاصة ما تعلق بإدانة أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي.
وأوضح أنه «مهما كان نوع هذا التدخل الأجنبي، فإنه يمكن أن يؤثر على حل هذه الأزمة وعلى الأمن في المنطقة»، مؤكدا أن موريطانيا «تقف مع الجزائر وهي مستعدة للقيام بجهود لحل الأزمة».
وأضاف في ذات السياق أن الجزائر»كان لها دوما دور بناء وإيجابي بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في حل الأزمة الليبية»، مبرزا أن موريطانيا «تدعم هذا الدور في إطار المغرب العربي واللجنة الإفريقية الموسعة».
وبخصوص العلاقات الثنائية، أشار رئيس الدبلوماسية الموريتاني الى أن الملف الاقتصادي «كان دائما في قلب هذه العلاقات»، بدليل --كما قال-- حضور المنتوج الجزائري في موريطانيا. وأضاف في هذا الصدد أن التعاون الثنائي «يبشر بالخير»، مبرزا إمكانية إقامة خط سكة حديدية يربط بين البلدين.
وبدوره، كشف وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، عن زيارة سيقوم بها عن قريب إلى طرابلس، مشيرا إلى أنه يوجد «في اتصال مستمر مع كافة الأطراف الليبية».
من جهة أخرى، ذكر السيد بوقادوم بموقف الجزائر من الأزمة السورية، مشيرا إلى أن الجزائر لم تقم بغلق سفارتها بهذا البلد. ودعا في نفس السياق الدول العربية إلى قبول عودة سوريا إلى أحضان الجامعة العربية.
وفي سياق منفصل، قال السيد بوقادوم أن المرسوم الخاص بإنشاء وكالة جزائرية للتعاون الدولي لأجل التضامن والتنمية، ذات بعد إفريقي، سيصدر «قريبا»، مشيرا إلى أن هذه الوكالة سيكون لها «دور هام» في التعاون مع كافة دول منطقة الساحل والمغرب العربي وإفريقيا.
ق.و