قال رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، أمس الجمعة من قسنطينة، إن «الطابور الخامس» وأصحاب الارتباطات المشبوهة مازلوا يحاولون سرقة حراك الشعب، داعيا الجزائريين إلى تمتين الجبهة الداخلية وحماية ثورته من الأدلجة لقطع الطريق أمام «العصابة» والمتلاعبين بمصير الدولة، مشيرا إلى أن حزبه يدعم إصلاحات الرئيس ،كما طالب المواطنين بالإتحاد مع مؤسسات الدولة و تفهم صعوبة الأزمة الاقتصادية وإكراهات المرحلة التي تمر بها البلاد.
بن قرينة، وفي كلمته التي ألقاها خلال لقائه بإطارات ومناضلي حزبه لشرق البلاد بالمركز الثقافي محمد اليزيد بالخروب، قال إن الجزائر لا تعيش بمعزل عما يدور من اضطرابات بمحيطها الإقليمي والدولي، بما بات كما أكد، يتطلب استعادة الدور المحوري للدولة الجزائرية و «الوقوف إلى جانب مؤسساتنا الشرعية» ، حتى تمحي الجزائر «آثار العصابة وتعود إلى سابق عهدها كدولة فاعلة و محورية في المحيط الإقليمي المضطرب».
وثمن المتحدث، الدور الأمني القومي والدبلوماسي الأخير للجزائر، الذي أعاد، على حد تعبيره، الروح للدولة وذكر الجزائريين بأيام السبعينيات، «إذ استعدنا موقعنا الرائد» الذي من شأنه، مثلما أكد، أن يحافظ على الأمن القومي للجزائر ويحمي حدودها وسيادتها لاسيما بعد استرجاع شرعية المؤسسات الرسمية بعد الانتخابات الرئاسية.
وجدد المترشح السابق للرئاسيات، تبني حزبه لباديسية ونوفمبرية الدولة، حيث قال إن هذا التوجه ليس مبنيا على شخص و إنما منهج وانتماء ورؤية إصلاحية ساهمت في حماية الشخصية الوطنية ، كما ساهم هذا المفهوم السياسي بحسبه، في ربط الشباب برموزه الحقيقية، فالتاريخ ،كما قال، لا تكتبه الأمزجة والولاءات أوالجهويات، مؤكدا أن الجزائريين أحيوا هذا التوجه في الحراك كما ساهم في حمايته من التقسيم وأفشل مخططات العصابة، مشيرا إلى أن التعديل الدستوري المقبل لابد أن يثمن هذا الأمر و يحمي الديمقراطية ويستكمل مسار الإصلاحات التي جاء وانطلق من أجلها الحراك .
وتابع، «نحن نجرم كل من يمزق المجتمع ويمس بتماسك الجبهة الداخلية»، فشعار الباديسية النوفمبرية ،كما قال، مبدأ لتوحيد الشعب ولم يكن يوما عنوانا لتقسيمه، مؤكدا عدم وجود أي صراع هوياتي في الجزائر ، حيث أن مشروع الأمة فصل فيه وسقي بدماء الشهداء في أن هوية الشعب الجزائري مكرسة في الدستور ولا يمكن الرجوع إلى الوراء من أجل «نقول من نحن».
وأكد بن قرينة، أن الطابور الخامس ما يزال يتحرك، وعلى الجزائريين أن يستفيدوا من الدرس حتى لا يسرق حراك الملايين من طرف من أسماهم «بأصحاب الأجندات والارتباطات المشبوهة و الوطنيات المنعدمة»، داعيا الجزائريين إلى توحيد الشعارات وتمتين الجبهة الداخلية ، كما أشار إلى وجود محاولة لاغتيال الحراك تشبه تلك التي حدثت مع ثورة نوفمبر من طرف العصابة، التي تعمدت تهميش معاقلها بالشرق الجزائري وحرمان سكان تلك المناطق من المشاريع التنموية.
وذكر رئيس حزب البناء، أن الأزمة الاقتصادية التي تضرب قوى النفط بسبب تراجع أسعاره، قد أثبتت هشاشة المنظومة الصحية والاقتصادية المعتمدة على الاستيراد، حيث قال «نحن نتعامل مع إيجابية مع المطالب الرسمية للسلطة» كما طالب المواطنين بضرورة تفهم صعوبة الوضع وما أسماه بإكراهات المرحلة التي تعرف شحا في الموارد، داعيا إلى ضرورة إتحاد الشعب مع مؤسسات الدولة للنهوض بالبلد وإنقاذه.
وطالب بن قرينة باحترام الشعب و وثوابته من خلال مخاطبتة بلغته المكرسة دستورا، كما انتقد تصريحات وزير التعليم العالي ضد الأساتذة، فضلا عما صدر من والي مستغانم من تصرفات تجاه مواطنين، لكنه نوه بتدخل وزارة الداخلية الذي انتقدت فيه هذا الفعل الصادر من موظف إدراي يمثل السلطة، مشيرا إلى أن حزبه لم يتحول إلى قطب لمولاة السلطة بل إنه مثلما قال يتبنى مبدأ «نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت.
وأكد رئيس الحزب، أن حركة البناء الوطني داعمة لمسار الإصلاحات التي تعهد بها رئيس الجمهورية وتقف ،كما أكد، متخندقة في صف الشعب والمصلحة العليا للوطن، حيث أن الجزائر ،مثلما ذكر، بحاجة إلى أبنائها لقطع الطريق أمام «العصابة والمصطادين في «المياه العكرة» مشيرا إلى وجود أقلية تسعى إلى التلاعب بمصير الدولة والقضاء على مؤسساتها، معلنا عن إطلاق حزبه لمبادرة وطنية ذات أهداف سياسية واجتماعية سيعلن عن تفاصيلها اليوم بالعاصمة.
وتطرق المتحدث، إلى هشاشة المنظومة الصحية بالجزائر، حيث ذكر أن الجزائر أنفقت 1200 مليار دولار بين ميزانية التجهيز والتسيير دون أن يكون لها أثر فعال في أرض الواقع، مشيرا إلى أن المسؤولية لا تتحملها الحكومة الحالية بل تتحملها العصابة ومنظومة أحزاب الموالاة التي ساندت حكم بوتفليقة، كما اعتبر أن إجراءات المتخذة لمواجهة فيروس كورونا، لم ترق إلى حماية الأمن الصحي للجزائريين إذ أن غالبية العدوى جاءت من فرنسا ، داعيا إلى ضرورة تعليق كل الرحلات معها.
لقمان/ق