استنكرت عدة أحزاب سياسية، أول أمس الخميس، التصريحات التي أدلت بها مؤخرا رئيسة حزب التجمع الوطني الفرنسي (اليمين المتطرف)، مارين لوبان، تزامنا مع إحياء الجزائر للذكرى الـ 58 للاستقلال وإنهاء الحقبة الاستعمارية الفرنسية التي اعتبرتها لوبان «عملا حضاريا».
في هذا الإطار، اعتبر حزب الحرية والعدالة، في بيان له، أن تصريحات زعيمة اليمين المتطرف، «ينم بوضوح عن النزعة العنصرية الحادة المتأصلة في هذا التيار الذي لا يجد مناسبة إلا ويستغلها بتصريحات الكراهية والعداء لكل ما هو جزائري مع كل طلب ترفعه الجزائر دولة وشعبا حول ضرورة اعتذار فرنسا عن جرائها طيلة أكثر من قرن وثلاثين سنة» من الاستعمار الغاشم.
واعتبر الحزب أن استرجاع الجزائر لجماجم زعماء المقاومات الشعبية «لم يمر على أمثال مارين لوبان دون أن يذكرها بالماضي الاستعماري البشع لبلدها، خاصة أن استعادة الجزائر لجزء من أجساد أبطالها بالطريقة التي حصلت ذكرها أيضا بجرائم والدها مجرم الحرب جون ماري لوبان»، مضيفا أن هذه «التصريحات الوقحة لن تغير من الوقائع التاريخية ومن جرائم الحرب التي تلاحق أبائها وأجدادها» وأن مطلب الجزائريين بالاعتذار «سيبقى حقا عادلا ومشروعا يسعون إليه حتى يتحقق و أمرا مقدسا لدى كل الجزائريين بذات القداسة التي يرفضون فيها أي تدخل في شؤونهم الداخلية».
من جانبها، أبرزت حركة البناء الوطني أن التصريحات الأخيرة لمارين لوبان «تؤكد مرة أخرى أن مقاومة وكفاح الشعب الجزائري الثائر من أجل استقلاله وسيادته وحريته لازال يقلق ويزعج فرنسا الاستعمارية ويثير أبواقها المتطرفة».
و أوضح الحزب أن «مثل هذه التصريحات الاستفزازية لن تزيد الشعب الجزائري و المكتوي بنار المستعمر الغاشم، الذي لم يترك بعد 132 سنة غير تاريخ مثقل بجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية، إلا قوة ووحدة وإصرارا في عزمه على المضي قدما في بناء الجزائر الجديدة بتمتين الجبهة الداخلية في ظل الوفاء لخيار شهداء المقاومة الأبرار وقيم الثورة المجيدة».
وتلقى التحالف الوطني الجمهوري، من جهته ب»استهجان واستنكار كبيرين» ردة فعل لوبان حول مطالبة السلطات الرسمية الجزائرية فرنسا بالاعتذار عن ماضيها الاستعماري وما اقترفته من جرائم إبادة ضد الجزائريين.
و أوضح الحزب أن هذه التصريحات «تؤكد الحقد الدفين لهؤلاء باعتبارهم أبناء و حفدة مجرمي الجيش الاستعماري الفرنسي و المنظمة المسلحة السرية و بما يؤكد كذلك الانزعاج الكبير لهذه اللوبيات و الدوائر المعادية لبلادنا من العودة الموفقة للدبلوماسية الجزائرية و نجاحها في فرض رؤيتها الحكيمة في القضايا الإقليمية و الدولية و من التماسك المعبر عنه من الشعب مع جيشه عبر مختلف المراحل الحساسة و الدقيقة التي مرت بها بلادنا».
أما حزب التجمع الوطني الديمقراطي، فقد أكد في بيان له أيضا أن سخرية زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان من مطالبة الجزائريين فرنسا بالاعتذار «لدليل على النزعة العدائية ضد بلد مستقل كان الفضل لأبنائه في الدفاع على شرف فرنسا في كل حروبها بينما كان والدها لوبان وأوساريس وبيجار وآخرون يمارسون أبشع أنواع التعذيب في حق الشعب الجزائري».
واعتبر حزب جبهة التحرير الوطني، أن تصريحات مارين لوبان «تؤكد مرة أخرى العقدة التاريخية» لبعض السياسيين في فرنسا تجاه الجزائر المستقلة، مضيفا أنه «كان من الأحرى أن يخجلوا من احتجاز بلادهم لرفات وجماجم أبطال المقاومات الشعبية في صورة تعكس الوجه الحقيقي لبشاعة الاستعمار الذي يرى فيه هؤلاء المتطرفون عملا ايجابيا».
وأضاف الحزب أن «ما حرك زعيمة اليمين المتطرف هو حديث رئيس الجمهورية عن ضرورة اعتذار فرنسا عن جرائمها واستعادة رفات جميع شهداء وأبطال الجزائر لدى فرنسا وغيرها من الحقوق غير القابلة للتقادم ووضعها أمام الحقيقة التاريخية بأن الجزائر مستقلة»، داعيا جميع الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني إلى «الانتباه لما يحاك ضد بلادنا من تطاول وتآمر والعمل معا لتقوية الجبهة الداخلية وتعزيز اللحمة الوطنية».
واج