أكد وزير المالية، لعزيز فايد، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، الشروع في عصرنة وتعزيز أنظمة الديوان الوطني للإحصائيات و وسائله، من أجل تحسين جودة البيانات التي يصدرها، والمساعدة بالتالي في رسم السياسات المستقبلية.
وفي كلمة ألقاها خلال يوم إعلامي بمقر الوزارة تحت شعار «دعم التعليم بتحديث إنتاج إحصاءات مناسبة للغرض»، أوضح السيد فايد أنه «تم الشروع مؤخرا في اتخاذ إجراءات ملموسة لتحديث أنظمة الديوان و وسائله بهدف توفير معطيات إحصائية دقيقة وشفافة»، مضيفا بأن «هذه المعطيات لا تساعد في اتخاذ القرارات الآنية فحسب، بل تمتد تأثيراتها الإيجابية إلى رسم السياسات المستقبلية، وتوفير أرضية بيانات صلبة يمكن الاعتماد عليها في مختلف القطاعات».
وفي هذا السياق، أبرز الوزير دور الديوان الوطني للإحصائيات، الذي يعد «ركيزة من الركائز الأساسية» التي تعتمد عليها وزارة المالية في رسم السياسات المالية والاقتصادية، وهو ما يعكس الالتزام المشترك بتعزيز العمل التكاملي بين مؤسسات الدولة وتوجيه الجهود نحو خدمة أهداف التنمية.
و أضاف بأن أهمية الديوان، باعتباره الجهاز المركزي المكلف بإتاحة البيانات والإحصائيات ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي ونشرها، تتجلى على وجه الخصوص في نوعية المخرجات المنتظرة والمتعلقة بالإحصاء العام والبيانات حول الديمغرافيا وكذا البيانات الإحصائية حول الإنفاق الاستهلاكي للأسر ومستوى المعيشة.
وبالمناسبة، دعا السيد فايد إطارات الديوان الوطني للإحصائيات وعماله إلى «العمل الدؤوب بغية الاستجابة للتطلعات المتعلقة بدعم قدرات وزارة المالية للاستشراف، حتى يتسنى للجزائر إنجاز تقديرات وتوقعات للتطور الاقتصادي والاجتماعي على المدى المتوسط والطويل، موثوقة وموجهة للسياسات العمومية».
كما شدد على ضرورة إعطاء الأولوية لعمليات الاستدراك في جمع المعلومات الإحصائية وتحسين موثوقيتها، وكذا توسيع النطاق الجغرافي لتواجد ملحقات الديوان في التراب الوطني.
من جهته، كشف المدير العام للديوان الوطني للإحصائيات، موسى محجوبي، عن إطلاق برنامج بدعم من الوزارة الوصية لتعزيز عدد الملحقات الجهوية التابعة للديوان عبر التراب الوطني من أجل تحسين جودة المعطيات الميدانية، وكذلك دعم المورد البشري على مستوى الديوان، بتوظيف عدد أكبر من المختصين في هذا المجال.
كما ذكر المدير العام بالاستراتيجية الوطنية للإحصاء 2024-2028 والتي ترتكز على وجه الخصوص على تعزيز البنية التحتية التكنولوجية، تعزيز التكوين في مجال الاحصاء، تعزيز وتنويع التعاون الوطني والدولي والاقليمي.
زيادة على ذلك، أكد ذات المسؤول في إطار هذه الاستراتيجية، على ضرورة العمل على زيادة الوعي بأهمية البيانات الاحصائية وكذا تعزيز الإطار القانوني وتوسيع التغطية الجغرافية وتحديث الهياكل.
يذكر أن تنظيم هذا اليوم الاعلامي تم بمناسبة اليوم الافريقي للإحصاء، الذي يحتفل به في 18 نوفمبر من كل سنة، وهذا منذ سنة 1993.
وكان الديوان الوطني للإحصائيات، قد نظم أول أمس الاثنين بمقره أبوابا مفتوحة لتحسيس الرأي العام حول أهمية الإحصائيات ودورها في بناء السياسات العمومية.