اعتبر الطيب زيتوني الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أن الانتخابات التشريعية التي جرت يوم السبت الماضي كانت حرة ونزيهة، وهي لبنة كبيرة في مسار استكمال بناء مؤسسات الدولة وبناء الجزائر الجديدة وهذا سيجنّب البلاد أزمة سياسية، وقال إن المرحلة المقبلة لابد أن تخصص لبناء اقتصاد قوي وتحسين مستوى معيشة المواطن، مضيفا بأن حزبه حصل على نتائج إيجابية جدا، وهو مستعد لأي تحالفات سياسية تخدم مصلحة البلاد.
في أول تعليق له على النتائج المؤقتة للانتخابات التشريعية والحصاد الذي حصل عليه حزبه قال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني إن الأرندي تحصل على نتائج إيجابية جدا، وقد فاز بـ " 57 مقعدا بشكل نظيف ومنطقي وبعرقه"، وأضاف في ندوة صحفية نشطها أمس بالمقر الوطني للحزب بالعاصمة أن الحزب نال حقه في هذا الاستحقاق رغم بعض التجاوزات، سيبقى من بين "القوى السياسية الأولى في البلاد"، معتبرا النتائج الجيدة التي حصل عليها بمثابة رد على أولئك الذين كانوا يراهنون على فشله.
وأرجع المتحدث تعثر الحزب في العاصمة وولايات أخرى إلى عدم استكمال الهيكلة في هذه الولايات عكس الولايات التي شهدت عملية هيكلة والتي تحصل فيها على نتائج إيجابية، ورغم ذلك كشف أن الأرندي حصل على ما يقارب 10 آلاف صوت في العاصمة لكنه لم يحصل على أي مقعد.
وبالنسبة للمتحدث فإن العبرة ليست في العدد بل بمردودية الكتلة البرلمانية للتجمع، التي ستكون القاطرة في تغيير الذهنيات داخل المؤسسة التشريعية حسبه، مشددا على أن الحزب ستكون له قرارات فاصلة في كل ما يخدم مصلحة البلاد في المستقبل، داعيا إلى ضرورة أن يسترجع البرلمان المقبل دوره كاملا في العمل التشريعي و الرقابي مع ضمان التجانس مع الحكومة.
وعاد زيتوني للظروف التي تسلّم فيها قيادة التجمع الوطني الديمقراطي بعد إزاحة من أسماها العصابة التي كانت على رأس الحزب وإعادته للمناضلين، مشيرا أن عدم حصول الحزب على نتائج جيدة في بعض الولايات هو من نتائج ما كان يفعله بعض الأشخاص في التجمع الذين كانوا يعملون لمصلحتهم الشخصية فقط وليس لمصلحة التجمع.
وقال زتيوني إن الانتخابات التشريعية كانت "حرة ونزيهة" رغم بعض النقائص التي شابتها بسبب نقص التجربة في التعامل مع النمط الجديد للانتخاب خاصة من قبل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات التي تعبر هذه الانتخابات ثالث تجربة لها في ظرف عام فقط، مشيدا في السياق بالتزام الرئيس تبون بإجراء انتخابات شفافة ونزيهة لا مكان فيها للمال الفاسد ولا للمحاصصة " الكوطة".
كما اعتبر استحقاق السبت الماضي لبنة كبيرة لبناء الجزائر الجديدة وانتخاب مجلس شعبي وطني هو استكمال للبناء المؤسساتي الذي سيجنب البلاد أي أزمة سياسية أو فراغ دستوري كما كانت ترغب في ذلك بعض الأطراف في الداخل وفي الخارج التي كانت تنادي بعدم إجراء الانتخابات التشريعية وقبلها عدم إجراء الانتخابات الرئاسية.
ويرى المتحدث أن البلاد اليوم تمكنت من بناء المؤسسة الثانية وهي البرلمان بعد مؤسسة الرئاسة وستكون هناك انتخابات محلية، لكن الأهم بالنسبة للتجمع الوطني الديمقراطي في المرحلة القادمة هو قلب صفحة الاستقرار السياسي والمرور نحو ورشات أخرى لبناء اقتصاد قوي والاهتمام بتحسين مستوى معيشة المواطن و قدرته الشرائية، لأن ذلك هو ما سيعزز من تماسك اللحمة الوطنية.
وتحدث زيتوني عن بعض التجاوزات التي رافقت عملية الاقتراع لكنها تبقى معزولة برأيه، بسبب نقص التجربة و في ظل وجود إرادة سياسية لضمان شفافية الانتخابات.
وبالنسبة للحكومة القادمة بعد التشريعيات رد زيتوني بأن رئيس الحكومة حر في تشكيلها من الأحزاب التي نالت الأغلبية في المجلس الشعبي الوطني، و الأرندي مستعد لأي تحالفات تخدم مصلحة البلاد وقد كان كذلك منذ تأسيسه.
وسجل الحزب حسب مسؤوله الأول بعض التحفظات والتجاوزات في حوالي عشر ولايات منها ورقلة تيسمسيلت، غليزان بجاية وغيرها سيقدم بشأنها طعونا لمجلس الدستوري.
إلياس -ب