كشفت دراسة وطنية ميدانية للوكالة الوطنية للنفايات، أن ما يعادل 8 بالمائة من السلع الغذائية التي تقتنيها الأسر الجزائرية ترمى في المزابل، بينما ما تزال مادة الخبز في المراتب الأولى من القائمة بنسبة 18 بالمائة من مجموع المواد المبذرة.
و أفصحت الدراسة التي شرع في إنجازها بداية من الفاتح من شهر فيفري من العام الماضي، و شملت العديد من الولايات هي الجزائر العاصمة، البليدة، وهران، عنابة، قسنطينة، الجلفة، غرداية، ورقلة، تمنراست و برج بوعريريج، عن أن نسبة معتبرة من المواد الغذائية التي يتم شراؤها من طرف المواطن الجزائري تتم بشكل غير مدروس، مما يؤدي إلى عدم استهلاك حقيقي و كامل لها، مما يعني تحول الفائض منها إلى نفايات توجه نحو مراكز الردم التقني، و قد صنفت الدراسة الظاهرة في خانة الخطر على الجانب البيئي، الاقتصادي و الاجتماعي، كما أن تأثيرها يمتد إلى عديد القطاعات الأخرى.
و خلصت الدراسة إلى أن 8 بالمائة من مجموع ما يتم شراؤه يبذر، أما بالنسبة للأصناف الغذائية المبذرة، فقد تصدرتها بقايا الوجبات المطبوخة، و التي بلغ معدل تبذير الفرد الواحد لها يوميا 42 غرام، ممثلة بنسبة 38 بالمائة من مجموع المواد المبذرة، بينما ما تزال مادة الخبز تحتل المراتب الأولى في المواد التي ترمى، أين احتل المرتبة الثانية بعد الوجبات المطبوخة، بمعدل 19.54 غ للفرد الواحد يوميا، ما يعادل نسبة 18 بالمائة من مجموع هذه المواد المهدرة، تليه الخضر و الفواكه بمعدل 12.72 بالمائة ما يعادل نسبة 12 بالمائة من مجموع هذه المواد.
الدراسة التي اعتمدت على إجراء دراسة كمية و نوعية لمختلف العناصر الغذائية المبذرة على مستوى مختلف القطاعات المستهدفة، جاءت من أجل الحصول على مؤشرات و إحصائيات دقيقة من جهة، و إقتراح حلول و آليات للتقليل من حجم هذه المواد المهدرة من طرف المواطنين، الصناعيين، الفنادق و الاقامات الجامعية، إضافة إلى مختلف القطاعات المعنية بالدراسة من جهة ثانية، و ذلك من خلال مرافقة كل هؤلاء الفاعلين في مختلف القطاعات بهدف تحديد أسباب هذه الظاهرة في كافة المجالات، و مجابهة الهدر و التبذير الغذائي على مستوى جميع مراحل سلسلة الإمداد الغذائي، انطلاقا من الإنتاج و التسويق، وصولا إلى الاستهلاك.
و قد شرعت الوكالة الوطنية للنفايات في إنجاز المرحلة الأولى من حملة التقييم الكمي و النوعي بداية سنة 2022، أين كانت الانطلاقة مع الحلقة الأكثر حساسية في سلسلة الإمداد الغذائي، و التي تمثلها مرحلة الاستهلاك لدى فئة العائلات، أين كان التواصل بالتنسيق مع مختلف الجمعيات الناشطة على مستوى كل الولايات المعنية، بغية توفير العدد اللازم من العائلات التي أبدت رغبتها في المشاركة في توفير التكوين و المعدات اللازمة لكل عائلة.
و شملت الدراسة 303 عائلة موزعة عبر مختلف الولايات التي شملتها، بمجموع أفراد بلغ عددهم 1645 فرد، أين قامت هذه العائلات بتسجيل جميع كميات المشتريات الغذائية، و النفايات الناجمة عن الاستهلاك الغذائي بواسطة الاستمارات و الوسائل الموزعة عليها على مدار أسبوع متواصل حسب التكوين الذي تلقوه.
كما كشفت الدراسة أيضا عن أن متوسط 8 كيلوغرام من المواد الغذائية توجه للاستهلاك اليومي لكل عائلة، بحيث أنها مشكلة من مختلف المواد الغذائية الأساسية، و تصدرت المشروبات قائمة المشتريات بنسبة 29 بالمائة من مجموع ما يتم شراؤه، متبوعة بالخضر و الفواكه بـ25.17 بالمائة، و الخبز بـ13.84 بالمائة من مجموع المشتريات على التوالي.
إيمان زياري