اتفقت الجزائر وبكين، على تسريع وتيرة إنجاز المشاريع المهيكلة ذات الأهمية الإستراتيجية، التي سطرها البلدان. تجسيدا لرغبتهما الراسخة في تعزيز التعاون الثنائي والشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تربطهما، لاسيما بمناسبة الاستحقاقات الهامة المسجلة على أجندة العلاقات الثنائية.
تباحث الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، الخميس، مع سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر، لي جيان، سبل تعزيز الشراكة بين البلدين وتجسيد المشاريع التي تم الاتفاق بشأنها، وذلك خلال الاستقبال الذي خص به السفير الصيني من قبل الوزير الأول لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، ويأتي ذلك أسابيع قليلة بعد تأكيد الصين رغبتها في تعزيز العلاقات الثنائية الإستراتيجية.
وجاء في بيان لمصالح الوزير الأول أنّ اللقاء الذي جرى بقصر الحكومة، شكل "فرصة للتطرق إلى العلاقات الجزائرية-الصينية ورغبة البلدين الراسخة في تعزيز التعاون الثنائي والشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تربطهما، لاسيما بمناسبة الاستحقاقات الهامة المسجلة على أجندة العلاقات الثنائية". وتناولت المحادثات بين الطرفين – بحسب البيان – "السبل الكفيلة بتسريع وتيرة إنجاز المشاريع المهيكلة ذات الأهمية الإستراتيجية، التي سطرها البلدان".
وكان الرئيس الصيني، شي جين بينغ قد أبدى استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الجزائر وتعميق الشراكة بين البلدين وتنويعها لتشمل مجالات جديدة، خلال استقباله، الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، على هامش أشغال القمة العربية-الصينية للتعاون والتنمية التي احتضنها الرياض في ديسمبر الماضي. وشدد الرئيس شي على أن الصين والجزائر يتمتعان بصداقة تقليدية، وأن التعاون العملي بينهما أحرز نتائج مثمرة، قائلا إن الصين تدعم بشدة الجزائر في الحفاظ على سيادتها الوطنية واستقلالها وسلامة أراضيها، كما تدعمها في إتباع مسار التنمية الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية، وتعارض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر.
ولفت أيضا إلى أن للتعاون العملي بين الصين والجزائر أساس متين وإمكانات كبيرة، مضيفا أن الصين مستعدة لتعميق التعاون مع الجزائر في مجالات تشمل البنية التحتية والطاقة والتعدين والفضاء في إطار تعاون الحزام والطريق، كما ستُشجع المزيد من الشركات الصينية للمشاركة في بناء مشاريع كبرى في الجزائر.
وأشار الرئيس شي إلى أن الجزائر التزمت منذ فترة طويلة بالاستقلال ولعبت دورا هاما في حماية الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية، مؤكدا على أن الصين مستعدة لتعزيز التضامن والتعاون مع الجزائر لممارسة التعددية الحقيقية بشكل مشترك. وفي الوقت نفسه، هنأ الجزائر على توليها الرئاسة الدورية لجامعة الدول العربية، لافتا إلى أن الصين مستعدة للعمل مع الجزائر لخلق آفاق جديدة في العلاقات الصينية العربية، وتعزيز التعاون في إطار منتدى التعاون الصيني-الأفريقي.
وقبل أسابيع قليلة، وقعت الجزائر والصين على الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، والخطة الثلاثية للتعاون في المجالات الهامة 2022-2024، كما أبرم البلدان الخطة الخماسية الثانية للشراكة الإستراتيجية الشاملة 2022 – 2026، وتشمل الاقتصاد والطاقة والفضاء والمجالات الثقافية. "قصد إضفاء زخم جديد على الشراكة الثنائية بما يسمح بتحقيق المزيد من التقدم والرخاء وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، خدمة للشعبين الصديقين".
وقالت وزارة الخارجية، بان الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، تعتبر "لبنة أخرى من أجل تعميق وتثمين أكبر للتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، التي انضمت إليها الجزائر سنة 2018". وتابع البيان: "أما الخطة الثلاثية للتعاون في المجالات الهامة 2022-2024، فهي آلية عملية أخرى من الآليات الثنائية للدفع قدماً بالتعاون، في المجالات الاقتصادية الرئيسية التي تحظى بالأولوية في السياسة التنموية للطرفين". وجاء التوقيع على هاتين الوثيقتين، بعد إبرام الطرفين، يوم 8 نوفمبر الماضي، الخطة الخماسية الثانية للشراكة الإستراتيجية الشاملة 2022 – 2026.
وتعدُّ مبادرة "الحزام والطريق"، المعروفة أيضاً باسم "حزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين"، إستراتيجية إنمائيةً اقترحتها الصين بهدف الربط الدولي عبر إنشاء شبكة تجارية تتمحور حول الصين وتتألف من جزأين رئيسيين، هما حزام طريق الحرير الاقتصادي البري وطريق الحرير البحري للمحيطات.
وتهدف الخطة، إلى "مواصلة تكثيف التواصل والتعاون بين البلدين في كافة المجالات بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والطاقة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والفضاء والصحة والتواصل الإنساني والثقافي، وتعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للجزائر
والصين". ع سمير