انتقد رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام أمس التصريحات و «التغريدات ‹› المستفزة والمسيئة، للجزائر، التي أطلقها مؤخرا مسؤولون فرنسيون من مختلف المستويات، وثمن بالمناسبة رد السلطات الجزائرية من خلال وزير الخارجية رمطان لعمامرة على هذه التصريحات المستفزة والمسيئة ‹› التي تنم– كما قال - على العقلية الاستعمارية التي مازالت مستحكمة في جزء من الطبقة السياسية الفرنسية والمسؤولين الفرنسيين الذين ما زالوا ينظرون إلى الجزائر بنظرة استعمارية محضة››.
و في تصريح للنصر على هامش إشرافه على تنشيط ندوة تضامنية مع الشعوب العربية المحتلة وتلك التي تتعرض لمخططات تفكيكية وحروب تدميرية، في رياض الفتح بالعاصمة، وصف بن عبد السلام التصريحات المتتالية التي صدرت مؤخرا من طرف الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي والسفير الفرنسي بالجزائر وكذا التغريدات التي أطلقها كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزيره الأول نيكولا فالس على موقع ‹› تويتر ‹› بالمسيئة والمستفزة. ودعا إلى رفع سقف الرد الجزائري على ما وصفه بالعنجهية الفرنسية.
ورغم تثمينه للرد ‹› الصارم ‹› للدولة الجزائرية الذي جاء على لسان لعمامرة، ومختلف الردود المنددة التي صدرت من إطراف أخرى - كما ذكر - إلا أن بن عبد السلام يشدد على ضرورة صدور موقف جزائري أعلى وأكثر صرامة وعدم التسامح مع مثل هذه التصريحات الصادرة من مسؤولين فرنسيين من أعلى مستوى خاصة لكونها لم تتوقف فقط – يضيف - على تمجيد الاستعمار بل أساءت إلى رئيس الجمهورية الذي يمثل رمزا من رموز الدولة، كما سعت إلى إثارة الفتنة والنعرات الجهوية.
واقترح بن عبد السلام تصعيد رد الفعل الجزائري إلى حد اتخاذ قرارات لتأديب فرنسا اقتصاديا من خلال حرمانها من حق الأفضلية في السوق الجزائرية، وثقافيا من خلال إحلال تدريس الانجليزية كلغة حية أولى في المرحلة الابتدائية محل الفرنسية، وسياسيا من خلال توظيف الوعاء الانتخابي للجالية الوطنية في الخارج في ترجيح كفة الميزان في صناعة الرؤساء في فرنسا لمن تريد الجزائر، معتبرا أن هذه الإجراءات من شأنها أن ‹› تجعل فرنسا ا تخضع للاعتراف بجرائمها الاستعمارية في الجزائر وتقديم الاعتذار وكل ما يترتب عن ذلك ‹›.
من جهة أخرى، دعا جمال بن عبد السلام أمس في كلمته الافتتاحية لذات الندوة إلى تشكيل ‹› جبهة وطنية داخلية قوية وجدار وطني صلب ‹› للتصدي لكل المخاطر والمؤامرات التي تستهدف الجزائر، مؤكدا بأن مبادرة حزبه لا تختلف في المبادرات السابقة للتشكيلات السياسية الوطنية بهذا الصدد سوى في رسم الأولويات.
وناشد المتحدث، كل الأحزاب الوطنية الجزائرية والمجتمع المدني والنخب الوطنية والسلطة إلى إعداد تعبئة شعبية حقيقية من أجل تدعيم المجهود العسكري والدبلوماسي والاستخباراتي الذي تقوم به الجزائر، من أجل مواجهة ودحر المخططات والمؤامرات التي تستهدفها، مبرزا بأن مبادرة حزبه تسعى – كما قال - إلى إحباط كل المؤامرات والاستفزازات التي تستهدف بلادنا من خلال تعبئة شعبية عامة وشاملة للوقوف إلى جانب الجيش الوطني الشعبي المرابض على حدود البلاد الممتدة على طول 7000 كلم.
ع.أسابع