صــواريــــخ أمـــريــكـــيــة تضــــرب فـي قـلــب ســـوريــا
أطلق الجيش الأمريكي، فجر أمس الجمعة، بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، 59 صاروخا من طراز توماهوك على قاعدة الشعيرات العسكرية في محافظة حمص بوسط سوريا، وهو ما خلف مقتل 9 مدنين على الأقل بينهم 4 أطفال، فيما أكد الجيش السوري في بيان مقتل ستة عسكريين، ولقيت هذه الضربة تنديدا بعدد عواصم عالمية، وتبقى تداعيات الهجمة الأمريكية، متواصلة على الصعيد الميداني الداخلي في سوريا والدولي، خصوصا في ظل التحول المفاجئ في موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الملف السوري، حيث أكدت إدارته قبل أيام فقط بأن بقاء الرئيس بشار الأسد لم يعد يمثل مشكلة بالنسبة لواشنطن و أن رحيله ليس بين الأولويات .
استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس، قاعدة الشعيرات العسكرية السورية بـ 59 صاروخا من طراز توماهوك، وهو ما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين على الأقل بينهم أربعة أطفال، إثر سقوط عدد من الصواريخ الأمريكية التي استهدفت القاعدة العسكرية في حمص، على منازل المواطنين في عدد من القرى المجاورة في ريف حمص الجنوبي الشرقي حسبما أفادت به وكالة الأنباء السورية سانا ، فيما أعلن الجيش السوري، أن ستة جنود قتلوا إثر الضربة الصاروخية الأمريكية، وأكد محافظ حمص طلال البرازي، من جانبه أن الضربة الصاروخية الأمريكية في محافظة حمص ، تسببت بخسائر ضخمة و ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضربة الصاروخية الأمريكية على مطار الشعيرات العسكري قد دمرت القاعدة الجوية بالكامل تقريبا، و قال مسؤولون أمريكيون أن هذه الضربة الأمريكية «هي رد» على هجوم كيماوي مزعوم وقع يوم الثلاثاء الماضي في بلدة «خان شيخون» في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، واتهمت واشنطن الجيش السوري بالوقوف وراءه الأمر الذي نفته دمشق بشكل قاطع.
من جانبها كشفت وزارة الدفاع الروسية ، أن 23 صاروخا أمريكيا فقط من أصل 59 أصابت قاعدة الشعيرات، فيما تجري عمليات البحث عن بقية الصواريخ الأخرى.
ووصفت الرئاسة السورية، أمس، الضربة الأمريكية بأنها «عدوان جائر وسافر وتصرف أرعن غير مسؤول» ، مؤكدة تصميم سوريا على ضرب الإرهابيين أينما وجدوا على مساحة الأراضي السورية.
و أثارت الضربات الأمريكية استنكارا في دمشق وعواصم دولية أخرى ، اعتبرته «عدوانا ضد دولة مستقلة و ذات سيادة» من شأنه أن «يقوض عملية مكافحة الإرهاب» التي تقوم بها
بوتين : العدوان خلف أضرارا بليغة في العلاقات بين موسكو و واشنطن
من جهته اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استهداف الجيش الأمريكي لقاعدة الشعيرات» بسوريا ب59 صاروخا من طراز توماهوك «عدوانا ضد دولة مستقلة ويسبب أضرارا بليغة للعلاقات الروسية الأمريكية ولمحاربة الإرهاب بشكل عام». وذكر دميتري بيسكوف، المتحدث الصحفي للرئاسة الروسية «إن الرئيس بوتين يعتبر الضربات الأمريكية ضد سوريا تمثل عدوانا ضد دولة مستقلة ذات سيادة في مخالفة واضحة للقانون الدولي وخاصة أن هذه الضربات تأتي بناء على معلومات مفبركة» في إشارة إلى اتهامات للجيش السوري من قبل المعارضة المسلحة و دول غربية باستخدام أسلحة كيماوية في محافظة ادلب ، كما أدانت وزارة الخارجية الروسية الضربات الأمريكية واصفة إياها بأنها «استعراض قوة ضد دولة تحارب الإرهاب الدولي ونهج جنوني يعقد من المشاكل القائمة».
واحتجاجا على الضربات الأمريكية ضد سوريا قررت روسيا تعليق العمل بالمذكرة التي تم الاتفاق عليها مع واشنطن لتفادي الحوادث وتوفير أمن الطيران خلال العمليات العسكرية في سوريا.
طهران تدين وحلفاء أمريكا يرحبون
من جانبها استنكرت طهران القصف الأمريكي في محافظة حمص السورية حيث أفاد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي «إن إيران تدين الهجمة العسكرية الأمريكية على مطار الشعيرات من قبل البوارج العسكرية الأمريكية» مشيرا إلى أن «هذه الهجمة ستؤدي إلى تقوية الإرهاب وتعقيد الأمور في سوريا أكثر».
كما دعت الصين إلى « تجنب أي تدهور جديد الوضع» المتأزم أصلا فى سوريا وبدورها أعربت اندونيسيا عن «قلقها إزاء التصرف الأمريكي الأحادي في سوريا «.
بالمقابل، رحبت كل من إسرائيل بريطانيا، وفرنسا، واليابان، وتركيا، ، وإسرائيل، والسعودية بالضربة الصاروخية الأمريكية التي استهدفت قاعدة جوية للجيش السوري ، وأعلنت الحكومة البريطانية دعمها الكامل للعملية الأمريكية، وقالت «أن القصف رد مناسب على الهجوم الذي استخدم فيه السلاح الكيميائي الذي استهدف بلدة خان شيخون بإدلب» و اعتبر كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أن الرئيس السوري بشار الأسد وحده المسؤول عن الضربة الأمريكية..
وقال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، إن «بلاده تنظر بإيجابية للضربات الصاروخية الأمريكية.
كما أعلنت السعودية، تأييدها الكامل للضربات العسكرية الأمريكية على أهداف في سوريا. ووصف مسؤول في وزارة الخارجية السعودية قرار ترامب بالـ «شجاع». كما رحبت وزارة الخارجية البحرينية بالعملية التي نفذتها الولايات المتحدة. و تأتي الضربات الصاروخية الأمريكية على قاعدة «الشعيرات» التي تضم ثاني أكبر مطار عسكري في سوريا ، بعد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع قرار ردا على «الهجوم الكيميائي» على بلدة «خان شيخون» في محافظة ادلب. كما تأتي هذه الهجمات بشكل مفاجئ لتعبر عن تغير جذري في موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الأزمة السورية حيث أعلن الرئيس الأمريكي ، أنه أمر بضربة عسكرية على قاعدة جوية في سوريا ردا على « الديكتاتور السوري بشار الأسد» الذي زعم أنه شن هجوما مروعا بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء ، و قبل أيام فقط صرح بأن بقاء الرئيس بشار الأسد لم يعد يمثل مشكلة بالنسبة إليه و أن رحيله ليس بين أولوياته، الأمر الذي عزز التقارب الروسي الأمريكي بشأن هذا الملف.
وقفزت أسعار النفط في التداولات المبكرة، أمس، بعد استهداف صواريخ «توماهوك» الأمريكية لقاعدة الشعيرات العسكرية و تداولت العقود الآجلة للخام العالمي مزيج «برنت» ،مرتفعة بمقدار 63 سنتا ليصل سعر البرميل الواحد إلى 55.45 دولار
مراد - ح