ضمن الطبعة العربية للمهرجان الوطني للمسرح الجامعي

افتتاحية جسور تسرد تاريخ مدينة قسنطينة برؤية طلابية
قدم أول أمس الخميس طلبة جامعة قسنطينة عرضا ملحميا يتناول تاريخ مدينة قسنطينة بتصوّر شبابي جديد يحمل عنوان “جسور” تحت شعار “المسرح الجامعي ركح مفتوح على الإبداع العربي”، وذلك ضمن المهرجان الوطني للمسرح الجامعي في طبعته الرابعة بقاعة العروض الكبرى أحمد باي.
 و حاول أكثر من 85 طالبا وطالبة من مختلف كليات جامعة قسنطينة، إبراز تاريخ قسنطينة، عبر لوحات فنية راقصة، امتزجت فيها الموسيقى الكلاسيكية بأغاني الراب الشبابية، التي تناولت كلماتها الاعتزاز بالوطن وتاريخه.   العمل الفني الذي دام قرابة الساعة من الزمن، و تم التحضير له منذ شهرين، أخرجه لحسن شيبة، وكتب نصه العربي بولبينة.  قلة الخبرة لدى الممثلين الذين خاضوا تجربة التمثيل لأول مرة، لم تمنع الجمهور المتكون من طلبة جامعة قسنطينة والوفود العربية المشاركة من التصفيق للمشاهد المؤثرة التي تتحدث على مدينة سيرتا بشكل حزين في جل مراحل العرض بلغة عربية مؤدبة تقترب من اللهجة الجزائرية.
قسنطينة التي كان لها دور البطولة تقمصت دورها طالبة قامت بسرد معاناة المدينة مع كل محتل مر عليها، كما تطرّقت في إشارات سريعة للمراحل التاريخية المشرقة التي عايشتها المدينة من قبل، وذلك ما جعل العمل الافتتاحي يركز على معاناة الإنسان منذ توطنه الصخر العتيق عبر حركات كوريغرافية حزينة. المخرج لحسن شيبة تحدث للنصر، بأنه تعمد عدم احترام المراحل التاريخية و المراهنة على ذكاء المشاهد، من أجل فهم الرسائل الرمزية التي حاول إرسالها من خلال رؤية شبابية لتاريخ مدينة قسنطينة، و أوضح بأنه تجنّب تكرار مشاهد ملحمة قسنطينة وذلك بالتركيز على رؤية طلبة الجامعات للتاريخ، ولمدينة  سيرتا، مشيرا بأن العرض موجه في إطار المسرح الجامعي وليس ضمن المسرح المحترف، أين تعمد إدخال أغاني الراب التي تسلط الضوء على موجة جديدة في الأغنية الجزائرية والتي تنتقد الذات قبل أن تنتقد التاريخ وهو ما يمثل استجابة لما يعيشه الطالب الجامعي في الوقت الحالي. المهرجان الوطني للمسرح الجامعي الذي ارتقى لأول مرة إلى طبعة عربية، تشارك فيه أكثر من 14  دولة، على غرار فلسطين المغرب تونس ومصر، أين ستقدم الوفود المشاركة عروضها طيلة عشرة أيام بالمسرح الجهوي بقسنطينة وقاعة العروض الكبرى أحمد باي. جدير بالذكر أنه تم تكريم عائلة الدكتور صالح لمباركية وفناني المسرح على غرار فتيحة سلطان عبد الحميد حباطي والمغني محمد الطاهر الفرقاني، في الإفتتاح الرسمي للمهرجان المسرحي.
حمزة.د