اقترح عدد من الشعراء بولاية تبسة، إطلاق اسم صاحب رائعة – جزائرنا- الشاعر محمد الشبوكي على ملتقى أو تظاهرة أدبية وطنية أو جائزة كبرى، تخليدا لروح هذه القامة الشعرية، مع اقتراب ذكرى رحيله العاشرة.
و استغرب البعض مرور ذكرى وفاة من تغنى الكثيرون بقصيدته “جزائرنا يا بلاد الجدود”، في صمت كل سنة وضعف المبادرات سواء من طرف الإدارة المعنية أو الأدباء والشعراء، و تمنوا أن تبادر الجهات الوصية إلى إطلاق جائزة كبرى باسمه، لتذكير الأجيال الصاعدة بهذا الزناد الشعري الذي انفجر مدويا وتغنى بالوطن وحفزت كلماته المجاهدين في الجبال، تأسيس مهرجان وطني باسم هذا المجاهد والشاعر الذي خلد الجزائر في رائعته – جزائرنا- التي لا زالت إلى اليوم ترددها حناجر الكبار والصغار مثلما رددتها الوهاد والجبال إبان ثورة التحرير الكبرى، و راهن البعض على حس وزير الثقافة وإطلاعه على التضاريس الابداعية الوطنية لبلورة هذا المقترح وتجسيده على أرض الواقع. تجدر الإشارة إلى أن الراحل محمد الشبوكي من مواليد 1916 بمنطقة ثليجان التابعة آنذاك للشريعة بولاية تبسة، وقد حفظ القرآن الكريم ثم توجه في بداية ثلاثينيات القرن الماضي إلى تونس لمواصلة تعليمه و تلقى الشاعر أصول اللغة والفقه على يد الشهيد الشيخ العربي التبسي، ومع حلول عام 1934 التحق بجامع الزيتونة إلى غاية تخرجه عام 1942، ليعود إلى أرض الوطن وينخرط في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لمواقفه السياسية و النضالية وانخراطه في الثورة تم اعتقاله عدة مرات بداية من 1956 ولم يطلق سراحه إلا في عام 1962، كما تقلد بعد الاستقلال، عدة مهام سياسية مسخرا حياته لخدمة الجزائر إلى غاية وفاته في الثالث من شهر جوان من عام 2005. وعرف عن الشاعر الراحل زهده وعدم تفضيله للأضواء والشهرة، بالرغم من شهرة قصيدته – جزائرنا – التي ملأت الآفاق وحمل ديوانه الموسوم “ديوان محمد الشبوكي» الذي ظهر للنور عام 1995 قصائد الشيخ التي يعود بعضها لفترة الاستعمار وبعضها الآخر لجزائر الاستقلال، وقد كان لطبيعة التعليم العربي الذي تشرب أثره الواضح في قصائده التي كانت تأتي قوية الصورة والدلالة، كما التزم بمقومات القصيدة العربية العمودية فجاءت قصائده متناغمة مع البحور الشعرية وبروح ثورية متمردة على الاستعمار.
الجموعي ساكر