«صالح باي» و «عرس الدم» تلتقيان على ركح بشطارزي و «معاق و لكن» تخطف الأضواء
استمتع جمهور أبو الفنون بالعاصمة، أمس الأول، بمزيج بين العملين المتميزين لكبيري مسرح الشرق الجزائري بعنابة و قسنطينة، حيث تفاعل مع “صالح باي” كما تأثر بـ”عرس الدم”، بالإضافة إلى مسرحية “معاق و لكن” التي صنعت الحدث في هذه الأمسية.
المهرجان الوطني للمسرح المحترف و في طبعته العاشرة، ميزته الأعمال الكبرى لمختلف المسارح الجهوية، حيث استمتع الجمهور خلال ثاني أيام التظاهرة بعرض “صالح باي” الذي افتتح البرنامج المسرحي بتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و التي سلط من خلالها المخرج محمد الطيب دهيمي الضوء على هذه الشخصية و كافة الأحداث التي رافقته طوال فترة حكمه لسيرتا.و قد تفاعل الجمهور بشكل كبير مع تفاصيل المسرحية التي مزجت بين الدراما و الفكاهة و ركز كاتبها سعيد بولمرقة على جانب علاقة الباي بأميمة اليهودية الأصل، كما امتزجت المشاهد بموسيقى سحرت الحاضرين لصاحبها عميرش محمد و تفاصيل أخرى حكت كيف سعى صالح باي للانفصال عن باشا الجزائر.و اختتمت الأمسية بمسرحية “عرس الدم” للمسرج الجهوي بعنابة، المقتبسة من الأدب الاسباني لكاتبها “فيديريكو غارسيا لوركا”، من طرف نور الدين سعودي، و حاول زياني شريف عياد الذي تولى الإخراج، إبراز مأساة امرأة فقدت زوجها و أبنائها، ساعيا لإعطائها الطابع الجزائري عبر تفاصيل ميزتها الدراما و مشاهد طغى عليها لون السواد.العرضان الأولان، و إن كانا قد عرضا في إطار المنافسة الخاصة بالتظاهرة، فإنه قد تم خلال نفس اليوم، تقديم عرضين خارج المنافسة تمثلا في “جحا” لتعاونية مسرح التاج لبرج بوعريريج، بالإضافة إلى عرض “معاق و لكن” للمسرح الوطني الجزائري الذي كان الأبرز، حيث حاول كاتب نصه رزاق محمد نبيل من خلال مشاهده و الشخصيات التي تقمصها أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقفوا لأول مرة على خشبة المسرح، بالتعاون مع المخرج جمال قرمي، تشجيع هذه الفئة على التحرّر من كل القيود التي تخلقها الإعاقة داعيا إلى التغلب على كل هذا من خلال معادلة إثبات الذات.
إ.زياري