يعد واحدا من أهم المعالم الأثرية في الجزائر و الوطن العربي

المسرح الروماني بقالمة تضرر بزلزال قوته 3.8 درجة ضرب المنطقة قبل ثلاث سنوات  
قال مدير الثقافة بقالمة أمس الأربعاء بأن المسرح الروماني الشهير وسط المدينة قد تضرر عقب هزة أرضية بقوة  3.8 درجة على سلم ريشتر ضربت المنطقة قبل 3 سنوات تقريبا و أحدثت تشققات و تصدعات في هيكل المسرح المبني بالحجارة و الدعائم المصقولة وفق الهندسة الرومانية المعروفة.  
و لم يكشف حينها عن تضرر المعلم الأثري الذي أغلق و توقفت به جميع النشاطات الكبرى بينها المهرجان الوطني للموسيقى الحالية و لم يعد يستقبل إلا قليلا من الزوار و بعض الأنشطة البسيطة.  
و أضاف مدير الثقافة سمير الثعالبي متحدثا للصحافيين الذين تساءلوا عن سبب نقل مهرجان الموسيقى الحالية إلى الملعب البلدي بدلا من المسرح الروماني قائلا بأن الخبراء عاينوا الأضرار و نصحوا بوقف جميع الأنشطة المؤثرة على هيكل المسرح المتصدع إلى غاية إخضاعه لعملية ترميم و تدعيم خاصة وفق الهندسة الرومانية ذات التفاصيل الدقيقة و المعقدة.  
و حسب نفس المصدر فإن المسرح لم يعد يحتمل موجات صوتية تفوق 30 واط و هي وحدة قياس الصوت مماثلة لوحدة الديسيبال مؤكدا بأن الأجهزة الصوتية المستعملة في المهرجانات الموسيقية تفوق بكثير الحد الأقصى الذي يمكن لهيكل المسرح أن يتحمله.  
و يتوقع جلب خبراء و شركات متخصصة لترميم المسرح و حمايته من التصدع و ربما انهيار أجزاء منه في حال وقوع هزة أرضية أخرى قوية قد تضرب المنطقة التي تعيش منذ سنوات على وقع الهزات الخفيفة المتتالية.   
و بني المسرح الروماني بقالمة ما بين القرنين الثاني عشر و الثالث عشر و هو على شكل هندسي نصف دائري فيه عدة مقصورات و مدرجات تتسع لعدد كبير من المتفرجين من عامة الشعب زمن الحضارة الرومانية العريقة.  
و يحتوى المسرح على كنوز أثرية ثمينة ظلت عرضة للنهب و التخريب كما حدث منتصف التسعينات عندما قطعت رؤوس تماثيل نادرة ذات قيمة تاريخية لا تقدر بثمن و مازال الغموض يحيط بعملية السرقة إلى اليوم.  
و شهد المسرح العريق العديد من الأنشطة المحلية و الوطنية الهامة في السبعينات و الثمانينات و غنى فيه الكثير من المطربين الجزائريين و العرب بينهم المطرب اللبناني وديع الصافي و المطربة السورية  ميادة الحناوي و ظل المعلم الأثري قبلة للسياح الأجانب و الباحثين و طلاب الجامعات و تلاميذ المدارس و احتضن عدة طبعات من مهرجان الموسيقى الحالية قبل أن يغلق أبوابه منذ صائفة 2013 عقب الهزة الأرضية التي حدد مركزها آنذاك على بعد 10 كلم جنوب غرب مدينة قالمة حيث أصيب المعلم الأثري الشهير بتشققات و صدوع و ظل الأمر متكتما عليه إلى غاية أمس الأربعاء عندما ألح الصحافيون على معرفة الأسباب الحقيقية التي تحول دون تنظيم مهرجان الموسيقى الحالية بالمسرح الروماني بدلا من ملعب لكرة القدم تبدو فيه الفرق الموسيقية و المطربين وسط أرضية الملعب معزولين عن الجمهور في المدرجات البعيدة.  
   فريد.غ