الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

ملتقى حول التأريخ للتراث الثقافي المحلي بميلة: دعوة للتخلي عن الرواية المشرقية في التأريخ للفتح الإسلامي في الجزائر


  دعا مشاركون في ملتقى وطني حول إشكالية التأريخ وعلاقته بالحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي المحلي، احتضنته ميلة مؤخرا، إلى تجاوز الاعتماد المطلق على روايات المؤرخين المشارقة، و العمل من أجل الكشف على مجمل الأحداث والوقائع التي تزامنت مع الفتح الإسلامي للجزائر، بما في ذلك المساهمة الحقيقية للشخصيات التي ارتبطت أسماؤها بتلك المرحلة و التي لا يزال يكتنفها الكثير من الغموض.
الملتقى حمل في طبعته الأولى عنوان « إشكالية التأريخ وعلاقته بالحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي المحلي ـ الفتح الإسلامي نموذجا»، وجاء بتنظيم من جمعية ميلاف الثقافية، حيث تطرق المتدخلون فيه إلى تاريخ منطقة ميلة كنموذج للدراسة، و ناقشوا روايات المؤرخين المشارقة الذين تحدثوا عن الفتوحات الإسلامية و أحداثها، وتعمدوا تسليط الضوء على الصحابي عقبة بن نافع والعاصمة الإسلامية الأولى لشمال إفريقيا «القيروان»، مع تغييب مقصود أو عن جهل، لكل حديث عن دور الصحابي الفاتح أبو المهاجر دينار، الذي كان له باع كبير في الفتوحات الإسلامية انطلاقا من شمال إفريقيا و امتدادا إلى غاية أوروبا، إذ يعد هذا المصلح مشيد أول مسجد في الجزائر بمدينة ميلة القديمة.
وحسب الدكتور بشير بوقعدة من جامعة سطيف، فإن المؤرخين المشارقة  للفتوحات الإسلامية اكتفوا بما جرى في بلدانهم، وعرجوا قليلا على المغرب العربي لكن كتاباتهم توقفت عند مدينة القيروان، دون أن تولي أية أهمية لما حصل من أحداث غرب تلك المدينة، الأمر الذي أفرز شحا في المعلومات التاريخية حول تلك المرحلة في بلادنا، خصوصا وأن  المؤرخين المغاربة تأخروا في الالتفات لهذا الجانب من التاريخ، و لم يجدوا أية روايات شفوية يستندون عليها في عملهم،  خصوصا وأن الرواية المشرقية لم تقدم الكثير في ما يتعلق بمنطقة ميلة، رغم الدور الذي لعبته المدينة في الفتوحات الإسلامية بالنظر لطول الفترة التي قضاها أبو المهاجر دينار فيها، حيث لا نجد ذكرا للأحداث والشخصيات التي عرفتها  تلك الفترة إلا ما تعلق بقضية بناء المسجد الذي يحمل اسمه اليوم.
المداخلة المشتركة للأستاذين بوقارة عبد الرحمن و بوربيع جمال من جامعة جيجل تناولت أيضا، إشكالية التاريخ بين المدرسة المشرقية والمعرفة المحلية التاريخية، مع الإشارة إلى غياب التدوين للكثير من القصص والروايات المحفوظة في ذاكرة الجماعة المحلية، التي تعتبر الحقل الأول للتدوين وكتابة التاريخ رغم الذاتية و المبالغة وضرورة التمحيص.
بدوره اعتبر أستاذ التاريخ بجامعة قسنطينة 2،  عبد الوهاب حيمر بأن الحديث عن الفتح الإسلامي لمنطقة ميلة مهم للغاية، مضيفا بأن الموضوع يحتاج للتعمق والتوسع أكثـر مستقبلا،  أما رئيس جمعية ميلاف الثقافية الأستاذ محمد الصغير بوسبتة، فقد أشار إلى الإطار الجغرافي والقبلي للفتوحات الاسلامية التي تضمنها كتاب اليعقوبي، وهو مرجع حمل الكثير من الاضافات حول منطقة ميلة متعهدا بتسليط الضوء أكثـر على أحداث وشخصيات ميلة بمنطقتيها الشمالية والجنوبية خلال طبعات الملتقى القادمة.
إبراهيم شليغم

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com