الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

يشرف عليها المعهد الوطني للآثار


حفريات جديدة في الموقع الأثري واد الجبّانة ببئر العاتر
باشرت منذ أيام،  بعثة علمية من المعهد الوطني للآثار، حفريات جديدة في الموقع الأثري “ واد الجبانة” ببئر العاتر ولاية تبسة، حيث تهدف العملية التي يساهم فيها متربصون من مركز التكوين المهني و التمهين “ أنوال”،  إلى ترميم معالم المنطقة، و إعادة بعث الموروث الثقافي و الحضاري الذي تزخر به.
وحسب أساتذة و باحثين في تاريخ بئر العاتر، فإن  الموقع الأثري  “ واد الجبّانة “ يعتبر من أشهر المواقع الأثريّة الطبقيّة في إفريقيا، كما يعد شاهدا على حضارة  شملت معظم الأرجاء الشماليّة للقارّة، وامتدّت جنوبا وصولا إلى تخوم الصّحراء الكبرى، ويقولون أن الإنسان “العاتري”، كان محط جدل واسع في الدّراسات التي أجريت على المنطقة، والتي يرجّح بعضها، بأنّ له الفضل في تطوير وسائل تقنيّة جديدة استخدمت في العصر الحجري القديم الأوسط، كدليل على التّأقلم مع الوسط الذي عاش فيه، كما تذكر دراسات أخرى بأن آثار واد الجبانة، هي حلقة وصل بين الإنسان الحالي وأسلافه، وحسب المختصين، فإنّه ورغم مرور قرن كامل على اكتشاف “موريس ريغاس” للصّناعة العاتريّة في منطقة واد الجبّانة، إلا أنها لا تزال لحدّ اليوم مثيرة  للجدل و محط اختلاف بين الباحثين في عصور ما قبل التّاريخ، إذ تباينت في بادئ الأمر الآراء حول هذه الصّناعة، التي اعتبرها البعض مجرّد تطوّر محلّي للصّناعة    “ الموستيريّة”، فيما تحدّث آخرون عن صناعة مستقلّة بذاتها في إطار ما يطلق عليه بتعاقب وتمايز الحضارات.
ويرجع أصل الجدل، إلى صعوبة التميّيز بين الصّناعتين المتشابهتين خصوصا فيما يتعلق بالأدوات الحجريّة المكتشفة، وكذلك إلى التّداخل الموجود بينهما في بعض مواقع التنقيب، غير أن عديد الدّراسات حول تلك الصّناعة أثبتت تميّزها عن الصّناعات السّابقة خاصّة الموستيريّة، التي سبقت الحضارة العاترية، التي تميّزت عن سابقتها بتقنيّة جديدة لم تكن معروفة، تخص الأدوات الحجريّة المذببة، إذ تعد هذه التقنية ميزة خاصة بالصّناعة العاتريّة، وهي الدّليل على أن هنالك تحولا كبيرا قد حصل في العصر الحجري القديم الأوسط، يؤرّخ لميلاد حضارة مستقلة هي الحضارة العاتريّة.
ويؤكّد المتحدثون، على أن هذه الحضارة المكتشفة لم تقتصر على المكان، الذي وجدت فيه أولى الآثار، بل إن الواقع يثبت امتدادها إلى معظم الأرجاء الشماليّة لقارّة إفريقيا وصولا إلى تخوم الصّحراء الكبرى، ممّا يدلّ على أهميّة هذه الحضارة من حيث زمنها وقدرتها على التوسّع والانتشار على نطاق جغرافي واسع في ذلك العصر.
وبقدر ما أظهرته هذه الحضارة من قيمة على الصّعيد “الأركيولوجي” من خلال صناعتها الحجريّة، فإنّه لا يمكن التّغاضي عن دور الإنسان العاتري في تشييدها والتّساؤل بذلك عن هويّته الحقيقيّة من خلال الشّواهد، التي تركها وراءه أو حتّى من خلال بقاياه العظميّة، حيث يعترف الباحثون، أنه قد تمّ بالفعل اكتشاف بقايا بشرية في بعض المناطق من شمال إفريقيا، أظهرت الدّراسات بأنها تعود للإنسان العاتري الذي عاش في العصر الحجري القديم الأوسط ، من منتصفه إلى بدايات العصر الحجري القديم الأعلى،  و يمكن للزائر لهذه المنطقة، أن يقف اليوم على صور حقيقية للمعالم الأثرية المهددة بالاندثار، بسبب طبيعة الوادي الذي يفيض مع كل تهاطل مطري غزير، تنجرف معه التربة بسبب السيول، وهو ما يتطلب اليوم تدخلا عاجلا للحفاظ على المكتشفات الأثرية.                          ع.نصيب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com