تكريمات و محاضرات ترسم لوحات لنساء خالدات
انطلقت أمس بمقر ولاية تبسة، فعاليات الملتقى الدولي الموسوم، بمقاومة المرأة في شمال إفريقيا من التاريخ القديم، إلى غاية القرن التاسع عشر، بحضور الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، و أكاديميين من 06 دول عربية و أوروبية، فضلا عن المهتمين والباحثين الجزائريين في التراث المادي و اللا مادي.
أعطى إشارة انطلاق فعاليات الملتقى الذي تنظمه المحافظة السامية للأمازيغية، بالتنسيق مع مديرية الثقافة و الجمعية الثقافية تيفيستيس واوزوران، و تحتضنه قاعة المحاضرات بمقر ولاية تبسة، طيلة ثلاثة أيام، والي الولاية .
الهاشمي عصاد : استرجاع الأرشيف مسؤولية الجميع
أوضح الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، أن الملتقى يندرج في إطار البرنامج الذي سطرته المحافظة منذ عامين، و يتماشى و الالتزامات التي قطعتها المحافظة السامية للأمازيغية من أجل ترسيخ البعد الأمازيغي، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة العلمية، ستسمح بإماطة اللثام عن محطات تاريخية هامة، تميز ماضي أسلافنا، و هي بمثابة فرصة لاستحضار تلك المحطات التي قطعت في مجال ترسيخ، و تنامي الشعور بالانتماء لحضارة، كانت لها إسهاماتها في التاريخ الإنساني، كما أكد في مداخلته.
و أضاف عصاد أن الملتقى يسلط الضوء على الإرث المادي واللامادي، من خلال وجوه تخطت دورها التقليدي، و تحولت إلى زعيمات، منوها في الوقت نفسه بالوجوه الحاضرة ونوعية المشاركين، من أكاديميين من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان وتونس والسودان، مشددا على أن استرجاع أرشيف تلك المراحل من إسبانيا ودول أخرى، بشمال حوض المتوسط، مسؤولية الجميع.
دعا الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية في كلمته خلال الملتقى إلى إعادة النظر في اختيار تدريس هذه المادة، و جعلها مادة إجبارية بالمؤسسات التربوية، بما يقتضيه الدستور الجزائري، الذي ينص على أن اللغة الأمازيغية أحد روافد الشخصية الوطنية، و جاء في رده عن سؤال الصحفيين، بأن عدد الأفواج قد بلغ 15 ألف و 600 فوج عبر الوطن، يعمل على تأطيرهم 3 آلاف 914 أستاذا عبر 44 ولاية، والعمل جار لتعميم تدريسها بمختلف ولايات الوطن.
اتفاقية شراكة بين المحافظة السامية للأمازيغية و جامعة تبسة
أكد سي الهاشمي عصاد م جهة أخرى ، بأنه سيتم التوقيع خلال اليوم الأخير من الملتقى، على اتفاقية شراكة بين المحافظة السامية للامازيغية وجامعة تبسة، لتأطير خرجات طلبة الجامعة نحو المواقع الأثرية، و أثناء تنظيم المعارض، وكذا للمرافقة العلمية والتدوين الصحيح للكلمات وغيرها، كما ستبرمج معارض للكتب التي أنتجتها المحافظة بالجامعة، و ستسمح الإتفاقية بتقاسم المعطيات والكفاءات.
بخصوص اختيار ولاية تبسة لاحتضان ملتقى مقاومة المرأة في شمال إفريقيا، أوضح منشط الندوة، أنها تتوفر على كل المقومات التاريخية، بحكم ما تضمنه من زخم وإرث حضاري أمازيغي مع ما تحمله هذه الولاية، من تراث مادي ولامادي، مشيرا إلى أن الملتقى سيتوج بتوصيات هامة، سيجري العمل على تجسيد بعضها مستقبلا.
خلال اليوم الأول من عمر الملتقى تم تكريم عائلة ابنة تبسة الشهيدة بن جدة مهنية التي تعرضت للتعذيب و التنكيل بجسدها الطاهر إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، كما تم تكريم الأستاذة نعيمة بن عبد الوهاد و زهرة حاج موسى لمساهماتهما العلمية في مجال الإرث المادي واللامادي الأمازيغي، ويشمل برنامج اليوم الأول تقديم إشكالية الملتقى، على أن تتوالى المداخلات و المحاضرات المبرمجة خلال التظاهرة، و عددها 24 محاضرة ، إلى جانب 09 محاضرات أخرى من توقيع
الطلبة ، وخصوصا المقبلين على الدكتوراه.
الملتقى يرسم عبر مداخلات المختصين لوحات لنساء تألقن في الحقل السياسي والحكم و السلطة، وأخريات في المقاومة والحروب، و البعض الآخر في المحافظة على الإرث الأمازيغي، كما يتضمن برنامج الملتقى تنظيم خرجة ميدانية، لضيوف الولاية ، نحو المواقع الأثرية بالبازيليك بتبسة، والمواقع القديمة ببئر العاتر، ناهيك عن تنظيم معرض للكتب الصادرة عن المحافظة السامية للأمازيغية و عددها 350عنوانا .
أول عرض لفيلم « مملكة نوميديا..نوميديا العظيمة»
برمجت لجنة تنظيم الملتقى عرضا شرفيا لفيلم «مملكة نوميديا.. نوميديا العظيمة» خلال اليوم الأول من الفعالية بدار الثقافة محمد الشبوكي بتبسة.
و أوضحت مخرجته حنان بورايو للنصر، أن الفيلم وثائقي وتمثيلي وتجسيدي، مدته 60 دقيقة بتقنية ثلاثية الأبعاد، وهو من إنتاج مؤسسة التلفزيون الجزائري سنة 2019، وقد استغرق إعداده وإنتاجه 03 سنوات، انتقلت خلالها كاميرا التصوير إلى عدة مناطق، كسوق أهراس، قسنطينة، عين تيموشنت، سكيكدة، عنابة و قالمة.
و أضافت أن الفيلم يسلط الضوء على المماليك النوميدية و توحيدها من طرف ماسينيسا، و كذا الجوانب الحضارية ، و خصوصا ما يتعلق بالجانب المعماري والفني، و كذا فرسان نوميديا الذين كانت لهم إسهاماتهم في ترجيح كفة الحروب البونيقية بين روما و قرطاج، وساهم عدد من الممثلين بالمسرح الجهوي بقسنطينة، أمثال إلياس عطاش و مرواني نور الدين و هاجر سراوي..في تجسيد وتمثيل بعض المواقف التاريخية في الفيلم.
الجموعي ساكر