الجزائر تحتضن المصالحة السورية سينمائيا
عاش الجمهور الوهراني مساء الأربعاء الماضي جلسات مصالحة بين كل أطياف المجتمع السوري، وهذا من خلال أفلام سينمائية جمعت بين التقنية الفنية العالية والدراما والرسائل الإيحائية.
لعل أبرز الأفلام هو «الأم» للمخرج باسل الخطيب الذي جمع بين مشاعر الأمومة والأرض والوطن، و بين الحزن والأمل و الخلاف والمصالحة، في عمل درامي متكامل زادته الموسيقى التصويرية إحساسا بالقضية.
فعلى طريقة باسل الخطيب، كانت البطلة صباح الجزائري الأم «أم عادل» التي صارعت الحياة من أجل أبنائها واحتضنتهم بعد هجر زوجها الديار، و تدهور أوضاع الوطن مع بداية الحرب و الانفجارات ، و التي تدهورت معها وضعية أم عادل التي عاشت العزلة لمدة فاقت السنة لم تر فيها أبناءها، و يأخذها الموت فجأة، فيتصل أهل القرية بأبنائها المنتشرين في كل مكان، منهم من هو داخل الوطن ومنهم من هو خارجه.
يحتدم النقاش بين الأبناء، الذين يتساءلون هل سيحضرون جنازة والدتهم أم لا، لأن الطريق خطر جدا، و يأتي القرار أخيرا بخوض المغامرة التي تنتهي بهم حول قبر والدتهم التي دفنها أهل القرية و الجيران، لكن جمعت أخيرا فلذات كبدها حولها ولو ميتة. نفس التناول الإنساني شكل محور الفيلم الثاني للمخرج محمد عبد العزيز الذي توسع في عرض الحالات الإنسانية التي تعيش تحت القصف في سوريا الآن، مع تركيزه على دور المرأة في ترقية الوعي بما يجري في الميدان، فكانت حالة سيدة مطلقة مصابة بالسرطان، يعود لها حبيبها للوقوف معها في محنتها، و هو أستاذ موسيقى يتحدى الوضع ويواصل تدريس الفن لغاية إصابته بانهيار عصبي خطير، عندما يعلم أنه أعتقل لمدة 15 سنة بسبب وشاية أقرب أصدقائه الذي جاء ليطلب منه أن يسامحه على فعلته، حينها تخرج حبيبته من المستشفى وتلتحق به لينتحرا غرقا، كما انتحر والدها الرجل النافذ في السلطة ليخفي بموته ملفات عديدة حول الوضع.
المخرج اختار تسليط الضوء على وضع سيدة أخرى مريضة وزوجها و ولدها من أكراد سوريا، حيث يقتل الزوج عندما يكون بصدد البحث عن أموال لجلب الدواء للزوجة المريضة، كما صوّر مغامرة زوجين سوريين بسيطين وعفويين يغامران عبر طريق خطير من أجل رؤية طفلهما الذي كان يستعد للخروج للدنيا بعد 9 سنوات من الانتظار، وبسبب الحرب لم يتمكنا من الوصول للمستشفى، فيتكفل الزوج بتوليد زوجته في الطريق الغابي ويأتي الأمل في حياة جديدة بعد خروج الطفلة إلى الدنيا.
حالة أخرى لفتيات يجمعهن حب الوطن والإنسانية فيقرّرن لبس الأبيض وحمل لافتات حمراء كتب عليها «يكفي من أجل الإنسان السوري» هذا الإنسان الذي يواجه الحرب والدمار والمرض و الانهيار والوفاء والخيانة والحلم والأمل في غد أفضل.
الفيلم الثالث الذي كان من الصنف القصير للمخرج وسيم السيد، حيث أراد وسيم أن يحكي قصة مصوّر فوتوغرافي كان يلتقط صور المجازر و الجثث المتناثرة هنا وهناك و يتعرّض لأزمات نفسية شخصية، عكس من خلالها المخرج الأزمة العامة لسوريا.
هوارية ب