دعوة إلى التحرر من الخرافة في مسرحية التنين العملاق
سلطت أول أمس الفرقة المسرحية لمدينة عن تموشنت الضوء على موضوع الاعتماد على العقل للتحرر من الخرافة من خلال أول عرض لمسرحية "التنين العملاق" الموجهة للأطفال بالمسرح الجهوي لولاية قسنطينة.
وتمكن الممثلون المشاركون باسم جمعية بسمة القادمة من مدينة حامة بوحجر ولاية عين تموشنت، من سلب عقول الأطفال بالرغم من الحضور المحتشم للجمهور، الذي استقطبت اهتمامه الأزياء التي تنوّعت أشكالها وألوانها، فضلا عن الديكور الذي اقتصر على تجسيد مجموعة من الأشجار، في جزيرة تسكنها مخلوقات غير بشرية تتفاجأ في أحد الأيام بكائن بشري مغشي عليه بالشاطيء، و الذي بدا مختلفا عنهم في اللباس والشكل، ما بث الخوف في نفوس السكان، الذين حاولوا تقييده ظنا بأنه قادر على التحليق والذهاب بعيدا، قبل أن يمنعهم حكيم الجزيرة الذي رحب به، لتنشأ علاقة صداقة بين مخلوقات الجزيرة وضيفهم الإنسان.
المسرحية تواصلت بظهور شخصية شمشور الساحر القاطن بالجبل البركاني، الذي كان يوهم المخلوقات بوجود تنين عملاق تحت الجبل ينفث نيرانه كلما شعر بالغضب، و لأنه استاء من وجود إنسان بالجزيرة، حاول أن يلقيه بالبركان خوفا من أن يكشف خدعته، موهما السكان بأن التنين في حالة غضب ولا يرضيه إلا تقديم الضيف البشري كقربان، إلا أن “ظافر” الإنسان تمكن في النهاية من إقناع المخلوقات بكذب ادعاءات الساحر وأن البركان مجرّد ظاهرة طبيعية، حيث قاموا بنفي الساحر بعيدا، بعد أن أقر بأنه عمد إلى ذلك بسبب عدم اختيار السكان له قائدا لهم، بعد وفاة والده الذي كان زعيما للجزيرة.
العرض مزج بين الخيال الطفولي والكوميديا، حيث شدد رئيس جمعية بسمة بأن العرض موجه لفئة الأطفال ما بين 10 إلى 16 سنة، مضيفا بأن العمل يحمل مفاهيم لا يمكن للطفل الصغير استيعابها، مشيرا إلى أن فكرة العرض تدور حول التحرّر من الخرافة والاعتماد على العقل، كما أوضح بأن مخلوقات الجزيرة الخيالية لم يتم تحديدها من أجل ترك الفسحة لخيال المشاهد.
سامي حباطي