اليمن تختتم مهرجان وهران بتدويل قضية "زواج القاصرات"
اختتمت عروض أفلام الطبعة الثامنة لمهرجان وهران للفيلم العربي مساء الخميس الماضي، بالفيلم اليمني«نجوم بنت الـ 10 ومطلقة» وهو الفيلم الذي رشحه الجميع منذ انطلاق المهرجان ليظفر بإحدى الجوائز في هذه الطبعة، لحساسية الموضوع وبعده الدولي، وللتقنيات الجيدة التي عملت بها المخرجة خديجة السلامي، إلى جانب الأوضاع السائدة اليوم في اليمن والتي تحدتها المخرجة وأنجزت عملها وأخرجت القضية للعالم.
«نجوم بنت الـ 10 ومطلقة».. فيلم يمني لم يعرض في اليمن، يتناول قضية إنسانية و مأساوية موجودة في عدة دول عربية ولكن مستفحلة وسط القبائل وسكان القرى اليمنية، هي ظاهرة تزويج قاصرات و ما يخلّفه هذا من مآسي اجتماعية، حيث يتوفين أغلبهن ليلة الدخلة بسبب تعرضهن لاغتصاب يليه نزيف، ومآسي نفسية ترسم طريقا مضطربا في حياة هؤلاء الفتيات عندما يكبرن. والأدهى في الأمر هو انعدام قوانين لردع هذا الفعل الشنيع في المجتمع اليمني، مثلما قال أحد الممثلين الذي حضر المهرجان بوهران: «القضية أخذت أبعادا خطيرة وطرحت أمام البرلمان اليمني ولكن صراع التيارات السياسية خاصة الدينية منع صدور قانون أو حتى إجراءات ردعية يمكنها الحد من الظاهرة».
نجوم طفلة في الـ 10 من عمرها ولدت في ليلة غمرت النجوم فيها السماء ومن هذا أخذت اسمها، ترّبت في قرية يمنية نائية تحكمها أعراف وتقاليد تفقد المرأة كيانها كإنسان، حيث تتعرض أختها الكبرى لاعتداء جنسي من طرف شاب من القرية ويلحق العار واللعنة أسرة نجوم التي تقرّر المغادرة و الابتعاد.
تفقد الأسرة كل أملاكها وتقبع في بيت صغير في العاصمة صنعاء، ويدخل الوالد في بطالة قاتلة ولا يقدر حتى على ضمان القوت لأسرته التي يخرج أفرادها للتسوّل، ويوجه أحد أطفالها للعمل في السعودية كخادم، ولكن يضحي الأب بنجوم الطفلة التي تتجه للعب مع باقي الأطفال في الشارع، بتزويجها لشاب من إحدى القرى اليمنية، وهنا تكتشف نجوم أنها لن تلعب مرة أخرى بل ستحبس في غرفة ليتم الاعتداء عليها يوميا من طرف هذا الذي يسمى زوجها ولم تجد سوى دميتها لتعانقها.
تتغيّر حياة نجوم الطفلة العنيدة وتتعرّض للضرب المبرح يوميا بسبب عدم انصياعها لأوامر الزوج و والدته، فيقرّر أخذها عند أهلها ليساعدوه في الضغط عليها، و هي الفرصة التي انتظرتها نجوم لتتخلّص من الزوج، حيث تقّرر الهروب من البيت و التوّجه للمحكمة لطلب الطلاق ويساعدها القاضي و زوجته المحامية على رفع شكوى ضد والدها والزوج، لكن أثناء المحاكمة يدخل أفراد القبيلة و يفرضون منطقهم الذي يخضع له حتى القاضي، ويطلقون نجوم لأنها جلبت العار للقبيلة، ولا يحبس الزوج ولا يعاقب الأب، المهم في كل هذا هو أن نجوم تحرّرت من الزوج المعتدي و تحدت المجتمع بالتحاقها بالمدرسة وتدويل القضية التي لم تجد حلا لغاية اليوم.
المخرجة خديجة السلامي، أخرجت القضية للعالم، لكن الفيلم لم يعرض في اليمن حسب ما علمناه، و حتى التصوير داخل البلاد كان سريا خوفا من تعرّض الطاقم لمضايقات مثل تلك التي تعرّض لها الممثل الذي حضر للمهرجان والذي قال أنه طرح القضية سابقا على شكل مسرحية كانت نتيجتها الاعتداء عليه ومنعه من التواجد في القرى اليمنية.
هوارية ب