احتضنت مساء أمس، المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور بقسنطينة، لقاء للمبدعين الشباب، قدم خلاله شعراء قراءات عزفت على أوتار القلوب و رقصت على أنغام الحب والإنسان و الوطن.
اللقاء الشعري جاء في إطار نشاطات بيت الكلمة، وهي الفعالية التي تهدف، حسب مديرة المكتبة السيدة وافية درواز، إلى دفع عجلة الحركية الثقافية و بعث الحياة مجددا في روح المدينة العاشقة للكلمة و القصيد، و ما اللقاء الذي جمع أزيد من 10 شاعرات و شعراء محليين و من ولايات مجاورة، إلا مناسبة للتذكير بأن للأدب عشاقه، و أن الشعر دواء كل القلوب و ملتقى كل المبدعين، مشددة على الدور الكبير الذي تلعبه الجمعيات الثقافية الشبانية في عملية دفع قاطرة الكتاب و الثقافة في المدينة من خلال الدعاية الجادة و المتميزة التي تقوم بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و ترى أن الشباب نجحوا في تحقيق ما عجز عنه سلفهم، لأنهم استطاعوا أن يعيدوا عشاق الكلمة و القصيد إلى مقاعد المكتبات مجددا، و أعادوا للأماسي الشعرية و الأدبية جمهورها.
وقد عرفت الأمسية مرور أسماء عديدة على المنصة، مثل الشاعر مصعب تقي الدين ، الذي تحدث عن أهمية الإيمان بالكلمة و بقدرتها على صناعة التغير، قائلا بأن الوقت قد حان لنفصل بين الخواطر وبين الشعر و بين الكتابة و المنتج الثقافي الأدبي أو الروائي الحقيقي، لأن الساحة تضج، حسبه، بعديد الأعمال المحسوبة على الأدب، قبل أن يعود الشاعر و يقرأ من دواوينه شعرا ، مقدما توليفة من ديوانه القديم صلوات «المطر المتعب»، و ديوانه الجديد المتوج هذا العام بجازة علي معاشي للمبدعين الشباب « النار بين أصابعي»، وهي قصائد تناجي الذات الإنسانية و تغوص في عمقها و تخاطب كل محب عاشق لله و المرأة و الطفل و الوطن.
عن الحب أيضا قالت الشاعرة و الفنانة التشكيلية سهام شريط، الكثير، بصوت شجي و إحساس مرهف نابع من «وحي الروح» عنوان ديوانها الأول، الذي خصت قراءه بجلسة بيع بالتوقيع، شملت كذلك إصدارها الثاني «تراتيل»، وهو عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة و الرسائل، كما ضربت موعدا أدبيا قادما للجمهور، ربطته بصدور عملها الجديد.
وبين الشوق و الألم و قصص الحب الجميلة، امتزجت بحور الشعر في قصائد رياض بوحجيلة الذي قرأ على مسامع الحضور قصيدته « موسم الهجرة إلى الجحيم»، و رانية شعراوي وأسابيع رحاحلية و ناهد بوخالفة و جمال سفيان و عادل خروف و سكفالي مريم و عبد الغاني ماضي، الذي اختار رثاء سوريا في قصيدة عنوانها « العائدون من هزائمهم».
هدى/ط