نوارة لحرش تجمع حواراتها في النصر في «رعاة المعنى»
صدر حديثًا، عن دار ميم بالجزائر، كِتاب «رُعاة المعنى»، للزميلة نوّارة لحرش، المُختصة في الشأن الثقافي بجريدة النصر، و جاء في 192 صفحة، وقد ضم على مدار صفحاته مجموعة حوارات مع نخبة من الشعراء من الجزائر و من بلدان عربية مختلفة، سبق و أن نُشرتْ في «كراس الثقافة» ، الملحق الثقافي لجريدة النصر على مدار سنوات وفي مختلف المواعيد الأسبوعية للكراس.
تمّ اختيار هذه الحوارات من مجموعة حوارات كثيرة، اِنطلاقا من فكرة التنويع الجغرافي للشعراء و كذا التنويع على مستوى الحسّاسيّة الشّعرية المختلفة من شاعر إلى آخر، فاحتوى»رُعاة المعنى»، 14، شاعرا وشاعرة، اِستضافتهم الزميلة نوّارة على مآدب أدبية وفكرية مزدحمة بالأسئلة الشغوفة والمشغولة بالشِّعر وعوالمه، فكانت مآدب الأجوبة حافلة بالشّعر والمعنى واللّغة ضمت من الجزائر عمر أزراج، عاشور فني، نصيرة محمّدي، عمار مرياش، ميلود حكيم. ومن المغرب إدريس علوش، ومن تونس خالد النجار، ومن الكويت سعدية مفرح، و من لبنان إسكندر حبش، وشربل داغر، وصباح زين، ومن مصر شريف الشافعي، و من فلسطين موسى حوامدة، وراسم المدهون.
جمع حوارات وملفات «كراس الثقافة» وإصدارها في كُتب كان مطلب الكثير من الكُتّاب والمثقفين، جزائريين وعرب، لإيمانهم بكلّ ما يقدمه الكراس، هذا ما جعل فكرة «رُعاة المعنى» تتجسد وتتحقّق في أوّل مشروع يمكن اِعتباره بمثابة مشروع توثيقي للملحق الثقافي «كراس الثقافة»، على أمل أن تتلوه بعض المشاريع الأخرى في القريب المُمكن.
الكتاب قدم له الشاعر والإعلامي المصري شريف الشافعي،فأ شاد بهذه التجربة وبالمتن الحواري الّذي ضمّه الكِتاب، ومِّمَّا جاء في مقدمته قوله «في هذا الكِتاب الثري الشيق، ترتحل الشاعرة المُحاوِرة نوّارة لحرش مع ضيوفها الشعراء من الجزائر والمغرب وتونس والكويت ولبنان وفلسطين و مصر في زوارق استثنائية غير ذات بوصلة هادية، صوب جُزر الشِّعر، التي تظل دومًا غير مُستقرة اِستقرارًا نهائيًّا، فالشِّعر هو التحوُّل والتبدُّل والخلخلة. الرحلة، هنا، بتفاصيلها وزخمها ومراحلها الإشراقية هي الغاية بحد ذاتها، و ليست وسيلة الوصول المُرواغ، ويبقى الوقود الحي الخصيب اللازم للاِرتحال هو ذلك الفيض الفطري المُسمّى بإمكانية (قنص الجوهر)، بكلّ السُّبل الحسيّة والذهنيّة والحدسية و الحُلْمية والإرهاصية المُتاحة، وهذا لم يكن ليتحقّق لو لمْ تكن المُحَاوِرَة ذات هوية شِعرية.»و أضاف في ذات المقدمة «مثلما أنّ الشِّعر الحقيقي يُراهن أكثر ما يُراهن على ما هو تلقائي ومُباغت ونابع من تجربة الحياة المعيشة، فإنّ القصائد الجديدة هنا، التي هي حوارات الشعراء بوصفها إبداعًا، جاءت خارج القوالب و الأكليشيهات و الأُطر الجاهزة، فهي دردشات عفوية و فضفضات حميمة واِعترافات مَبعثها المحبّة المُتبادلة و مصداقية الذات مع ذاتها ومع الآخر. تلك هي الطقوس المثالية، فنيًّا وإنسانيًّا، التي اِحتضنت توالد هذه اللقاءات الدافئة، التي نُشرت في المُلحق الثقافي لـ»كراس الثقافة» بجريدة النصر الجزائرية، و أعادت نشرها مواقع و صحف عربيّة عِدة، لِمَا تحويه من قيمة، كلونٍ من ألوان الفنون».
للإشارة، «رُعاة المعنى»، هو الإصدار الرابع للزميلة نوّارة، بعد مجموعاتها الشعرية «نوافذ الوجع» عام 2005 ،»أوقات محجوزة للبرد» عام 2007، «كمكان لا يعوّل عليه» عام 2016 في طبعته الأولى و2018 في طبعته الثانية. ق.ث