تأهلت ستة أعمال هندسية جزائرية إلى المرحلة النهائية من المسابقة العالمية الإسلامية لتصميم المئذنة الكبرى الجارية بقطر. و يخوض ستة شباب من الجزائر غمار المرحلة النهائية بثلاث تحف هندسية جميلة، الأولى لنجيب سي رمضان و إيمان زيتوني، تحت عنوان «نون و القلم و ما يسطرون»، و هي مئذنة معاصرة ترمز للتواصل بين الخالق و المخلوق، في حوار حر بين السماء و الأرض، و هي مجسم أبيض شامخ مستوحى من حركة القلم على الورق عند كتابة حرف النون.
و يجسد المشروع فكرة المدينة الإسلامية الحديثة، و هوية معمارية جديدة تنتقل بالمئذنة من وظيفتها النمطية المعروفة، إلى منحوتة جميلة و معلم حضري مميز في الوسط العمراني، كما جاء في ملخص لجنة التحكيم.
و مئذنة “نون” جسم خرساني مغطى بألياف زجاجية مدعمة بتكنولوجيا النانو لتوليد الطاقة الكهربائية، و كذا تغذية المشهد السينوغرافي الليلي.
المشروع الثاني الذي يحمل عنوان “لا تترك الماضي بل طوره”، تأهل به الجزائريان مباركي محمد لمين و حنان عايدة إلى الدور النهائي من المسابقة، و هو عمل هندسي جميل يجمع بين الأشكال المعمارية المختلفة للمآذن القديمة، مع لمسة عصرية تعتمد على ثلاثة مفاهيم أساسية، المربع داخل المربع، الانشقاق و المعراج.
و يرمز الانشقاق الهندسي إلى الحال الذي صار عليها العالم الإسلامي اليوم، و المعراج هو السلم الخارجي البانورامي المؤدي إلى أعلى نقطة بالمئذنة التي تضم ألواحا شمسية على سطحها و نظاما لتخزين مياه الأمطار المتهاطلة على المبنى كله.
أما المشروع الثالث الذي يحمل عنوان “العزلة مع الله” فوضعه الجزائريان رضا قدوس و نور الهدى قدوس و مكنهما من بلوغ المرحلة النهائية من المسابقة، و هو عمل فني جميل يجمع بين الروحانية و عمارة المساجد، وفق تصاميم معاصرة مستوحاة من الحضارة الإسلامية في مشهد روحاني وظيفي و جمالي متناسق.
و يجسد هذا العمل الهندسي المثير ، الرحلة المقدسة التي قادت الرسول الكريم إلى قمة الجبل ليعتكف في خلوة مع الله. و تتكون المئذنة من الخرسانة المسلحة و الزجاج الدائري و الزخارف الإسلامية. و قد بلغ المرحلة النهائية 12 عملا هندسيا من مختلف الدول العربية و الإسلامية، و يتوقع الإعلان عن المشروع الفائز بعد تصويت الجمهور على الموقع الإلكتروني “بنيان” خلال الساعات القادمة.
فريد.غ