يفتتح المتحف العمومي الوطني سيرتا، يوم 30 جانفي القادم، قاعة عرض جديدة لتسليط الضوء على عبقرية و إبداع الفن الإسلامي، من خلال تنظيم معرض خاص بأعمال أثرية و فنية تضمها مخازنه ، أهمها تحف تعود لزمن الحماديين الزاخر بمنتجات معمارية و فنية كانت و لا تزال تشكل استثناء جماليا.
افتتاح قاعة الفن الإسلامي، يأتي بعد سنتين من فتح أبواب كل من قاعتي« الفنانين و النحاتين الجزائريين» و « الفن العالمي»، وهو برنامج يندرج في إطار عملية تهيئة قاعات العرض الخاصة بالمتحف العمومي سيرتا التي باشرتها إدارة المتحف سنة 2017، بهدف إعادة الاعتبار للمجموعات الأثرية و الفنية و عرضها بطريقة علمية و عملية و ترتيب كرونولوجي، لتكون أكثر انسجاما و تعكس مفهوم المتحف العصري عالي التقنيات، إذ تم بموجب ذلك، دمج بعض القاعات و استحداث أخرى، مع تغيير مسار العرض ليتمكن الزائر من زيارة جميع مستوياته و التمتع بمختلف المعروضات، وهو مشروع علمي و ثقافي سيمس كل قاعات المؤسسة.
بخصوص معرض الفن الإسلامي، الذي يعد أول فعالية ستحتضنها القاعة الجديدة، فإنه سيركز كما سبق ذكره، على إبراز خصوصية الحضارة الحمادية، بوصفها إحدى أرقى محطات الحضارة الإسلامية عموما، و أكثرها إبداعا و إنتاجا فنيا، لكونها مرحلة عرفت ابتكار أساليب فنية و معمارية جديدة، تنأى كليا عن الأساليب التقليدية المتبعة في الفنون الإسلامية المعروفة، حيث عوضت الزخارف النباتية و الهندسية، بالتصوير الآدمي و الحيواني.
الفضاء الجديد، سيعرف أيضا عرض بعض القطع النقدية و الصنوج لبعض الدول و الإمارات التي تعاقبت على المغرب الأوسط كالدولة الأغالبية و الفاطمية و الزيرية و العثمانية، و قد تم ترتيب القطع الأثرية التي تعود لهذه الحقبة، وفق منظور أكاديمي علمي، مع عرض قطع جديدة أكثر تشويقا، بطريقة حديثة تعتمد على التأثيرات الضوئية، مع إضافة أنماط جديدة من وسائل العرض العصرية التي تجمع بين الصورة و النص و الضوء.
هدى. ط