السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

مختصون في ندوة احتضنتها جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة


طغيان المواقف على المعارف  أجّج خطاب الكراهية
دعا مختصون في أصول الفقه و الشريعة في ندوة علمية احتضنتها أمس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، إلى ضرورة توحيد العلوم الإسلامية التي بدأت، في نظرهم، تبتعد عن منطق القرآن الكريم،  و ذلك لنبذ خطاب الكراهية، مقرين بأن الخلاف في ما بينها بلغ حد الأزمة، كما طغت المواقف على المعارف، التي أصبحت تخضع لمنطق الشعارات، كما حثوا على إلزامية معالجة التطبع الثقافي  و التقليل من هيمنة المذاهب على العقول.  
في ندوة بعنوان «دور العلوم الإسلامية في وحدة الأمة و نبذ خطاب الكراهية» ، تطرق أساتذة، كل من منظوره، إلى موضوع تفشي خطاب الكراهية ، من بينهم الدكتور أحمد ديب الذي قدم مداخلة «الوصل بين العلوم الشرعية و علوم الإنسان»، حيث  قال بأن العلوم الإسلامية اليوم لم تعد موحدة، و بدأت تبتعد عن منطق القرآن الكريم ، مقرا بوجود إشكاليات كبيرة في تطبيقه ، و أصبح  الاقتباس منه يتماشى بما يخدم أنساقا معرفية خاصة، بعيدا عن النسق القرآني، فأهل التفسير مثلا يقاربون آيات القرآن، حسبه، بمنظوراتهم المنهجية الخاصة، و أهل الفقه يفسرونه من منطلقه الفقهي، إذ تغيب، كما قال، الروح القرآنية عن المدونات الفقهية، حيث أصبحنا نتعامل مع القرآن كشاهد لنا لا كشاهد علينا .
ذات المتدخل أثار مشكلة الحوار مع الذات التي تعد، حسبه، من أسباب تفشي خطاب الكراهية ، و أعتبرها أعقد من الحوار الخارجي،  لكونها في غاية الغموض ، مشيرا إلى أن قضية الخلاف  الداخلي بلغت حد الأزمة، حيث طغت المواقف على المعارف، و أصبحت مقاربتها تخضع لمنطق الشعارات و ليس لمنطق المعارف المقصودة ، كما قال ، داعيا لضرورة توحيد رؤى أصحاب التصورات الإسلامية و العلوم الإسلامية التي تنبثق من غاية واحدة و هي خدمة الحقيقة الدينية.
و أوضح بأنه من المفروض الشروع في تعميم العلوم الإسلامية الصلبة المتماسكة منهجيا، كعلم الأصول و علم الحديث، لكون الأول بمثابة  رياضيات أهل الشريعة، و منهج علمي لإنتاج الأفكار العلمية و ترشيد الخلاف التي تنتجه هذه الأفكار العلمية، كما حث على ضرورة معالجة التطبع الثقافي و سيطرة المذاهب و الاتجاهات و القوالب الذهنية، بخلق بؤر توتر تعتمد على تجارة الأفكار التي اعتبرها كأداة علاجية.
من جهته تطرق الدكتور عبد الرزاق بلعقروز، أستاذ فلسفة بجامعة سطيف، إلى موضوع «عوائق التربية الفكرية و سبيل التغلب عليها « قائلا،  بأن العائق الأول هو التطبع الثقافي  الفكري و الحركي و الصناعي.  أما الثاني  فيكمن في أمراض  التفكير، من بينها التفكير التجزيئي أي أن الفرد ينظر للأشياء من منظور واحد فقط ، و يركز على جزئيات و يضخمها، و كذا النوع المتعلق باعتقاد أن المشكلة تحل بالخطابة و الكلام المنمق دون ربطها بالواقع، و هذا ما يوقع الكثير في استعمال خطاب الكراهية و تكون تأثيراته جد سلبية.
  كما ذكر نوعا آخر  من التفكير يقوم على مبدأ يتمثل في حل مشكل العصر الحالي، استنادا إلى ما تداوله كبار العلماء في القديم ، و هذا ما اعتبره خللا كبيرا ، داعيا لضرورة تعلم الاجتهاد الفكري و تقوية القدرات المعرفية و الفكرية، و خلق معارف تتماشى و مشكلات العصر،  كما حث على تربية النفس و اليقظة ، مضيفا في ختام حديثه بأنه لابد أن يتوجه الجهد المعرفي للباحثين إلى استخلاص نظرية المعرفة عند  علماء الإسلام لتكون الحاضنة لمناهجها   .
أسماء بوقرن

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com