توفي ليلة السبت إلى الأحد، أيقونة الأغنية القبائلية وصاحب رائعة «أبابا إينوفا» الفنان إيدير في إحدى مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس عن عمر ناهز 71 سنة وذلك بعد صراع طويل مع المرض.
الفقيد حميد شريت المعروف فنيا باسم إيدير، من مواليد 25 أكتوبر 1949 بقرية آث لحسن في أعالي دائرة آث يني بولاية تيزي وزو، وكان قد التحق بعالم الفن صدفة في سنوات السبعينات من القرن الماضي حسب ما كشف عنه في حوار سابق مع النصر، و قال حينها أن الصدفة والموهبة وحدهما قلبتا قدره و مصيره، وبأنه لم يختر طريق الفن أبدا، لكنّ الصدفة أخذته في هذا الدرب.
أغنية جابت العالم و ترجمت إلى 23 لغة
و قدم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون تعازيه لعائلة الراحل على حسابه في منصات التواصل الاجتماعي، حيث كتب «ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة المرحوم حميد شريت المدعو فنيا إيدير، أيقونة الفن الجزائري وصاحب السمعة العالمية، وبهذا المصاب تفقد الجزائر هرما من أهراماتها، رحمه الله وأدخله فسيح جناته وألهم ذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون».
اشتهر الراحل، بالعديد من الأغاني التي صنعت مجده وأوصلته للعالمية من بينها رائعة «أبابا إينوفا» التي التصقت باسمه و ترجمت إلى 23 لغة أجنبية ، كما يحمل رصيده الفني أغاني تعبر عن الهوية والوطن والتراث الأمازيغي، من بينها « شفيغ أمزون ذيضلي» أو «أتذكّر وكأنه بالأمس»، و»أذرارينو» بمعنى «جبلي» و»أياراشنا» أي»أبناؤنا» و»أيلخيرينو» و»تيزي وزو» و»الغربة»، وغيرها من الروائع الأخرى.
حـزن يخيــم على الوسط الفنــي
وتأسّف محبو إيدير على فقدان الساحة الفنية الجزائرية لهذه القامة الفنية الكبيرة، معتبرين وفاته خسارة كبيرة للجزائر وللأغنية القبائلية والجزائرية عامة، وأشادوا من جهة أخرى بأعماله التي أكدوا بأنها ستبقى راسخة في التاريخ وفي السجّل الثقافي الجزائري، كما عبّروا عن حزنهم وتأثرهم العميق لفراقه ووفاته بعيدا عن الأرض التي أنجبته وأجمعوا على أنّ الراحل كان شعلة أنارت درب الكثيرين من الفنانين وانطفأت تاركة بصمة ستظل خالدة في مسار الفن الجزائري، حيث عبّرت الفنانة مليكة دومران عن أسفها الشديد لوفاة سفير الأغنية العصرية القبائلية مثلما وصفته، كما عبّر الفنان رابح عصمة عن حزنه الكبير لرحيل أيقونة الأغنية القبائلية ، وقال أن الجزائر في حداد، حيث فقدنا رمزا من رموز الأغنية القبائلية، مقدما تعازيه القلبية لعائلته راجيا من المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة، أما الفنانة ماسة بوشافة فأكّدت أنّ خبر وفاة إيدير كان بمثابة صدمة تلقتها بحزن شديد، واعتبرت رحيله خسارة مفاجئة لكل الأجيال، مضيفة «لن نستطيع أن نقول إلى اللقاء لرجل يبقى خالدا في القلوب، كما تلقى الفنان شريف حماني خبر رحيل إيدير بحزن عميق، لافتا إلى أن الفقيد ترك فراغا كبيرا في الثقافة الأمازيغية ولن يعوضه أي أحد.
وفي حوار سابق مع يومية النصر، أكد حميد شريات، أنه لطالما أعطى صورة إيجابية عن الجزائر في كل بلدان العالم التي زارها، بل يدافع عن وطنه دائما في كل مكان ينشط فيه حفلاته لأنه ذو مبادئ ويحمل حب الجزائر في قلبه رغم أنه يعيش بعيدا عنها.
وكان الراحل، قد عاد للغناء في الجزائر في جانفي 2018 بعد 39 عاما من الغياب، بعد دسترة اللغة الامازيغية كلغة وطنية ورسمية، وهو ما كان ينادي إليه إيدير طيلة مشواره الفني الطويل وفي كل أغانيه التي كان يناضل من خلالها من اجل الهوية والثقافة واللغة الأمازيغية.
مـن هنــا كـانت بدايـــة مشــوار فنان مبـدع
يذكر أن الراحل، من مواليد سنة 1949، بقرية آث لحسن بدائرة آث يني في ولاية تيزي وزو، وعندما انتقلت عائلته للعيش في الجزائر العاصمة، بقي هو في مدينة تيزي وزو ليدرس في مدرسة الآباء البيض ، وعند حصوله على الشهادة الابتدائية التحق بعائلته ليواصل مشواره التعليمي في إحدى الثانويات التي تخضع للنظام الداخلي، وقد وضعتها الصدفة بالقرب من مقر الإذاعة والتلفزيون، حيث كان يتردد على القناة الإذاعية الثانية ليتعرف على الشخصيات المسرحية التي كان يستمع إليها مع عائلته في البيت، قبل أن يلتقي بالجمهور وعلى المباشر في ذات القناة من دون أن يخطط لذلك وكان ذلك في منتصف سنوات الستينيات، حيث استنجد به منتج حصة «خمسة مشاكل» مجيد بالي ليغني ويعوض الفنانة نوارة التي تعرّضت لوعكة صحية مفاجئة يوم تسجيل الحصة أين تعذر عليها الحضور، ولكنه تردد كثيرا لأنه لم يسبق له وأن غنّى بل كان يداعب فقط أوتار القيثارة رفقة أصدقائه خلال عطلة نهاية الأسبوع، وبعد إصرار من مقدم الحصة قبل بالعرض ، ورغم أنه كان متخوفا إلا أنه أدّى أغنية «أرسد أرسد أيضاس» بنجاح، وهي أغنية قديمة من التراث القبائلي تغنيها المرأة لابنها حتى يغلبه النعاس وينام، وعندما انتهى من الغناء هرب مباشرة إلى الكواليس ولكن الجمهور ظل يصفق له، ولم يفهم إيدير ماذا يريد منه ، حيث في البداية كان يعتقد بأنه لم يعجبه أداءه ، ولكنه تفاجأ بهذا الأخير يطلب منه عدم المغادرة وإعادة الأغنية مرة أخرى لأنه أداها كما ينبغي.
إيديـر.. اسـم مستعــار خشيـة رد فعل العائلــة
إيدير الذي أخفى أمر الغناء عن والدته التي كانت تريده أن يواصل تعليمه وينال شهادة عليا، كان قد غنى في الإذاعة باسم مستعار الذي اشتهر به فيما بعد «إيدير» لأنه لم يكن يريد أن يكشف عن اسمه الحقيقي خشية أن تسمع به والدته.
عاد إيدير مرة أخرى إلى الإذاعة ليسجّل أغنية «أبابا إينوفا» بآلة القيتارة فقط بعدما تلقى تشجيعات من أصدقائه والجمهور الذي غنى أمامه، وقد سحرت كلماتها ولحنها العديد من المعجبين ومهدت له الطريق نحو النجومية والشهرة.عندما تحصل على شهادة البكالوريا، التحق بجامعة الجزائر ليدرس علم الجيولوجيا وكان معروفا في الوسط الجامعي بتلك الأغنية. في سنة 1975 تلقى دعوة من طرف صاحب شركة الإنتاج الفني «باتي ماركوني» بباريس، حيث وقّع أوّل عقد مع الشركة وبدأ يكتشف عالم الفن الواسع وقرّر أن يتخلى عن شهادته الجامعية ليمتهن الغناء، وبعد سنة سجّل أسطوانته الأولى حملت عنوان الأغنية التي اشتهر بها «أبابا إينوفا»، وحققت رواجا لم يكن يتوقعه، وجد كل التسهيلات في فرنسا سواء من منظمي الحفلات أو من الشركة التي تعاقد معها، وفتحت له أبواب النجاح والشهرة على مصراعيها. في سنة 1979 سجّل ألبومه الثاني «أيراشنى» بمعنى «يا أولادنا» بالتعاون مع الفنان المسرحي والشاعر الراحل «موحيا» وأنتج أيضا ألبومه الثالث «صيادو الضوء» سنة 1993 يضم 17 أغنية من بينها «أيلخيرنو» التي ترجمت من طرف العديد من الفنانين الأجانب ، و في سنة 1999 أصدر ألبوم « الهوية» الذي حاز على القرص الذهبي لعدة مرات و ألبوم آخر كان سنة 2007 يحمل عنوان «فرنسا بالألوان» ثم ألبوم «أذرارينو» أو «جبالي» سنة 2013 يضم 11 أغنية. ويذكر أنّ آخر ألبوم لإيدير الذي يحمل عنوان «هنا وهناك» يتضمن 12 أغنية، وقد طرحه إلى الساحة الفنية قبل سنتين مع كوكبة من الفنانين الأجانب المعروفين على غرار الراحل شارل أزنافور وبرنار لافيليي و فرنسيس كابريل وماكسيم لوفورستييه وجيرار لونورمان وهنري سالفدور وغيرهم.
سامية إخليف
- أكد أن الجزائر فقدت أحد أهراماتها: الرئيس تبون يترحم على فقيد الأغنية الجزائرية إيدير
ترحم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على فقيد الأغنية الجزائرية المرحوم حميد شريت، المشهور باسم إيدير، والذي وافته المنية مساء أول أمس السبت بمستشفى في باريس بفرنسا، إثر مرض عضال.
وكتب رئيس الجمهورية على مواقع التواصل الاجتماعي "ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة المرحوم حميد شريت المدعو فنيا إيدير، أيقونة الفن الجزائري وصاحب السمعة العالمية. بهذا المصاب تفقد الجزائر أحد أهراماتها. رحمه الله وأدخله فسيح جناته و ألهم ذويه و محبيه جميل الصبر والسلوان إنا لله و إنا إليه راجعون".
- الوزيـــر الأول يعـــزي عائلـــة "فقيد الجزائــر الكبيــر"
عبر الوزير الأول عبد العزيز جراد، أمس الأحد، في رسالة تعزية إلى أسرة الفقيد الفنان إيدير عن "بالغ التأثر بنبأ الفاجعة الأليمة"، واصفا الراحل بأنه " فقيد الجزائر الكبير".
واعتبر السيد جراد أن "الجزائر برحيل هذا الفنان الـمبدع، تكون قد فقدت نجما من كبار نجومها الذي سيظل يذكره الشعب الجزائري ويتغنى بمآثره الفنية الأصيلة التي لطالـما أبهج بها سامعيه على مر مساره الفني الثـري الحافل بالإنجازات". وأج
- بلحيمــر يعــزي عائلــة أيقونــة الأغنية الجزائريـة
تقدم وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، السيد عمار بلحيمر بتعازيه لعائلة أيقونة الأغنية الجزائرية، إيدير، الذي وافته المنية، مساء أول أمس السبت، بمستشفى بباريس عن عمر يناهز 71 سنة، اثر مرض عضال.
خلال نزوله ضيفا، أمس الأحد، على الحصة الصباحية «ضيف التحرير» للقناة الإذاعية الثالثة، قدم السيد نور الدين خلاصي، مستشار وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة عمار بلحيمر، لعائلة الفنان العالمي الراحل، باسم الوزير رسالة التعزية التالية «حل الظلام و خيمت العتمة على البلاد بمجرد تلقينا نبأ الوفاة، نعم هي وفاة المغني الجزائري الكبير إيدير الذي رحل عنا أمس بالمهجر في فرنسا».
و أردف السيد خلاصي يقول «باسم عمار بلحيمر و باسم إطارات و عمال وزارة الاتصال و باسمي الشخصي، أتقدم بالتعازي الخالصة لعائلة أهم مؤد للأغنية «القبائلية على الإطلاق لمدة نصف قرن من الزمن و هو حميد شريت الشهير باسم إيدير الذي التحق بالرفيق الأعلى، عسى أن يتغمده المولى عز وجل برحمته الواسعة و يغفر له و يسكنه فسيح جناته».
وأج
- وزارة الثقافـــة:رحيــل إيديـر شرخ في جسـد الفـن
قدمت وزارة الثقافة تعازيها في وفاة الفنان إيدير، معتبرة أن رحيله «شرخ عظيم في جسد الفن الجزائري»، حسب ما جاء في بيان للوزارة، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك».
وجاء في البيان «بحزن وألم شديدين بلغنا نبأ رحيل الفنان الجزائري الكبير حميد شريت المعروف باسم إيدير، إنّ رحيل فنان من طينة إيدير هو شرخ عظيم في جسد الفن الجزائري».
وأضاف البيان «لقد خلّد الفقيد اسمه وملامح الثّقافة الجزائريّة الأصيلة عبر فنّه طوال عقود، ونشر خصوصية فنية وثقافية محلية في أرجاء العالم».واعتبرت الوزارة أن الجزائر برحيل إيدير «تطوي صفحة من أبرز صفحات الفن الملتزم، وسيظلّ الجزائريّون من مختلف الأجيال، يصغون لصوته، ويتغنّون بأغانيه، وسيخلد بيننا كواحد من المبدعين المكافحين ..».
وكان رئيس الجمهورية قد قدم تعازيه في وفاة إيدير مشيدا بمكانته الفنية في الجزائر وموسيقاه العالمية.وتوفي إيدير، ليلة أول أمس السبت، بأحد مشافي العاصمة الفرنسية باريس عن عمر يناهز 71 عاما بعد مسيرة فنية حافلة.
واج