رحل أمس السبت، الكاتب المصري المعروف سعيد الكفراوي، عن عمر ناهز الــ81 عامًا. الكفراوي من مواليد العام 1939، في كفر حجازي في المحلة الكُبرى، حيث ينتمي لقرية كفر حجازي التي نشأ فيها. بدأ اِهتمامه بالأدب مبكرا في بداية الستينيات بقصر ثقافة المحلة الكُبرى مع أبرز أصدقائه جابر عصفور ومحمّد المنسي قنديل وصنع الله إبراهيم ونصر حامد أبو زيد ومحمّد صالح وفريد أبو سعدة. كان الكفراوي من أشهر الحضور في مجلس نجيب محفوظ على مقهى ريش بالقاهرة. تعرض الكفراوي للاعتقال عام 1970 قُبيل أيّام من وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، بسبب قصة كتبها. وبعد خروجه من المعتقل حكى ما حدث له لنجيب محفوظ، الّذي اِستوحى منه شخصية إسماعيل الشيخ في روايته «الكرنك».
يُعتبر الكفراوي من أبرز كُتّاب القصة القصيرة في مصر والوطن العربي، وقد بدأ كتابتها في الستينيات، لكن أولى مجموعاته القصصية لم تُنشر إلاّ في الثمانينيات. ظلّ صاحب «أيّام الأنتيكة» وفيًا للقصة القصيرة، مُخلِصاً لها على مدى عقود رغم اِتجاه معظم أبناء جيله لاحقًا إلى كتابة الرواية والاِنخراط فيها وفي عوالمها. ولم يكتب الكفراوي سوى القصة القصيرة، وقد دافع عن هذا الفن بشرف وتجرد، وكانت كتابة هذا الشكل موازية لحياته تقريبًا وقد اعتبرها نبوءة تعبِّر عن الجماعات المغمورة وأهل الهامش. ومن شدة وفائه للقصة، تم إطلاق عليه مجموعة أوصاف وألقاب، من بينها: «راهب القصة القصيرة»، «ناسك القصة القصيرة»، «صوفي القصة القصيرة».
من أبرز مجموعاته القصصية: «ستر العورة» 1989، «مجرى العيون» 1994، «دوائر من حنين» 1997، «كُشك الموسيقى». «أيّام الأنتيكة»، «مدينة الموت الجميل» 1985، «سدرة المنتهى» 1990، «البغدادية»، «يا قلب مين يشتريك»، «بيت للعابرين»، «حكايات عن ناس طيبين»، و»زبيدة والوحش» 2015، وهي مختارات قصصية صدرت عن الدار المصرية اللبنانية، وتضم ستة من مجموعاته القصصية. وقد تُرجمت أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والتركية والسويدية والدنماركية.
رأس الكفراوي تحرير سلسلة «آفاق عربية» التي تصدر عن الهيئة المصرية للكتاب، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2016، وقبلها حصل على جائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافي في مجال القصة القصيرة من سلطنة عمان، عن مجموعته «البغدادية».
نـوّارة/ل