أطلقَ الكاتب والصحفي محمّد علاوة حاجي، مع بداية هذا العام، و تحديداً في الأوّل من جانفي 2021، مجلة «رحبة» الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية متنوّعة و مستقلّة تأسست و انطلقت، بمبادرة من مجموعة من الصحافيّين و الكُتّاب الجزائريين.
المجلة، تهتم بالقصّة الإخبارية التي ترصُد الراهن الجزائري و العالمي، بكلّ أبعاده و مجالاته، و هموم النّاس، بعيداً – كما جاء في بيان التأسيس الذي تحوز النصر نسخة منه - عن الصيَغ الخبرية المكرّسة.
كما يُخصِّص الموقع حيّزاً واسعاً للذاكرة السياسيّة و الاِجتماعية والثقافيّة، و يهتمُّ، على وجه الخصوص بالمواضيع التحليلية والتحقيقات الميدانية التي تطرح قضايا إشكالية من زوايا جديدة و بأساليب إبداعية.
كما يهتمُّ من جهة أخرى بالمواضيع الثقافية؛ مِن متابعاتٍ و قراءات في مجالات الفكر والآداب والفنون، و إضاءات على التجارب والشخصيات و الأماكن و المعالمِ، إلى جانب النصوص الأدبية و اليوميات و الترجمات و مقالات الرأي.
و ينفتح موقع «رحبة» على جميع الأجناس الكتابية في الصحافة، و يُولي – حسب بيان التأسيس دائماً- أهميةً قصوى للقيَم المهنية، و الإنسانية عامّة.
عن اِختيار هذا الاِسم «رحبة» كعنوان للمجلة و موقعها، قال الصحفي حاجي «فكّرنا في اسم يُحيلنا إلى الزخم الثقافي و الاجتماعي في الجزائر، حيث تُعدّ (الرحبة) فضاءً سوسيو- ثقافياً، شكّل، إضافةً إلى كونه، مكاناً للمُعاملات اليومية، ملتقًى لعموم الجزائريين و منبراً حُرّاً للتبادل الثقافي و التواصُل الإنساني، و التعبير الثقافي و الفني».
الموقع يحتوي على عدة نوافذ مقسمة على الشكل التالي «قصص جديدة»، «قصص قديمة»، «في رحبة»، «الراي»، «قصص مرئية»، «قصص مسموعة»، «قصص مختلفة»، «المكتبة»، و هي نوافذ، يتداول على الكتابة فيها نخبة من الأسماء الأدبية والإعلامية من الجزائر من داخل وخارج الوطن، وأسماء أخرى من تونس، إريتيريا، المغرب، سوريا و اليمن.
ومن بين المساهمات التي صدرت في العدد الأوّل من المجلة، مقال للكاتب والمترجم بوداود عميّر، عنوانه «أحمد بوقرّة العوافي: بعضٌ من الاِعتراف ببطلٍ أولمبي منسيّ»، وهو مقال حول كِتاب «سراب العوافي» الصادر حديثًا في فرنسا، للكاتب و الإعلامي الفرنسي فابريس كولانذ، والّذي يأخذ شكلاً روائيًا، ويتناول حياة و إنجازات البطل الأولمبي الجزائري أحمد بوقرّة العوافي (1898 - 1959)، الّذي ينحدر من الجنوب الجزائري، و تحديدا منطقة أولاد جلال و نال الميدالية الذهبية في أولمبياد أمستردام سنة 1928.
و كانت تلك الميدالية الأولى في التاريخ، لبطل ينحدر من أصول إفريقية وعربية في الأولمبياد، ومن خلال مقال بوداود نكتشف بعض ما سرده الفرنسي كولان في كتابه، حول العوّافي، إذ نكتشف حجم وقسوة الحسرة التي اعترته، فمباشرةً بعد فوزه في السباق، توجه رأسًا صوب غرفة تبديل الملابس، بينما كان العداء الشيلي، في تلك الأثناء، و هو صاحب المرتبة الثانية، يقوم بجولة شرفية حول الملعب، رافعًا علم بلاده، و كأنّه الفائز.
مِمَّا جاء في المقال «وبينما اُستقبل العداء الشيلي من طرف رئيس بلده، الّذي أهداه سيارة نظير تتويجه بالمرتبة الثانية»، قال العوافي في حسرة «لم يكترث أحد بي». عاش العوافي – كما جاء في مقال بوداود- ضحية التاريخ، فلا فرنسا اهتمت به لأنّه جزائري، ولا الجزائر اهتمت به لأنّه فاز تحت الراية الفرنسية، أو، كما قال الكاتب الفرنسي كولان: «أصبح العوافي رمزا للرياضي المنسي من التاريخ».كما نجد مساهمات أخرى، من بينها مساهمة للكاتبة آمال بوشارب، التي خصصتها لقراءة بعض الأعمال السينمائية الجزائرية في إيطاليا، وحمل مقالها عنوان «أفلام جزائرية في إيطاليا: نسويةٌ و استشراقٌ و عشرية سوداء»، و مساهمة للصحفي لحسن بوربيع بعنوان «ما لم يُروَ عن منع مسح الأحذية في الجزائر»، و مساهمة للكاتب والناشر أبو بكر حمّادي عنوانها «قهوة الرمّانة.. يومٌ مع محمّد ديب وعلي عبدون»، إلى جانب مساهمات أخرى لكُتّاب آخرين تناولت موضوعات ثقافيّة متنوّعة.
نــوّارة لحــرش