طرحت مؤخرا الطالبة سمية خالفي، رواية عنوانها «نارديل الغرفة 54 « تتطرق لحالة فتاة تدعى «أفراح»، دخلت غياهب الاكتئاب بصمت مرعب، فسلطت الضوء على كل خطواتها باتجاه سرداب مظلم من الحزن و الألم و اليأس، إلى أن انتهى بها المطاف في مصحة نفسية، و بالضبط في الغرفة رقم 54، بسبب تعقد وضعيتها.
في تلك الغرفة الباردة ، حاولت «أفراح» جاهدة التخلص من وحش الاكتئاب، لكنه أبى أن يتركها، فتركت نفسها تتجول بين أحداث و ذكريات ومواقف عاشتها، لكنها بدل أن تنقذها و تخرجها من أحزانها، كانت تعيدها في كل مرة إلى نقطة الصفر، و قادتها رحلة البحث عن الشفاء و الخلاص إلى «نارديل»، الدواء الذي وصفه مختصون لمحاربة الاكتئاب ..
الرواية ضمت كل ما عاشته «أفراح»، سواءً خارج المصحة أو داخلها، و تطرقت في ذات السياق إلى ظواهر اجتماعية كثيرة، على غرار العنف الأسري و الطلاق والتحرش الجنسي وإدمان المخدرات والحب وغدر الأصدقاء و الخيانة و غيرها.
الرواية صدرت مؤخرا عن دار المثقف بولاية باتنة، و تتكون من 156 صفحة،و تعتبر الأولى برصيد الطالبة سمية خالفي، المولودة في 1997 ، التي تدرس حاليا ماستر 2 أرطوفونيا، بكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي.
قالت في لقائها بالنصر، بأنها كانت تعشق الكتابة منذ كانت تدرس في الطور المتوسط، تدرس بمتوسطة زرارة صالح، و شاركت حينها في مسابقة بين المتوسطات، بشعر حول فصل الربيع.
و في الطور الثانوي، ابتعدت عن الكتابة، بالرغم من تخصصها في مجال الآداب و الفلسفة، و بعد اجتيازها شهادة البكالوريا دورة 2016 ، عادت سمية مجددا للكتابة، و اختارت القصة القصيرة، التي تطرقت من خلالها إلى مواضيع مختلفة، و لا تزال إلى حد اليوم تحتفظ بها في منزلها بمدينة عين البيضاء. و اختارت دراسة علم النفس بالجامعة، ثم تخصصت في الأرطوفونيا، و أتاح لها انخراطها بنادي «كرياتيف الإعلامي» بالجامعة، التفكير في مشاريع أدبية جديدة، و إعادة الروح إلى قلمها، كما أكدت، فتوجهت إلى كتابة الرواية.
و قالت الروائية الشابة عن مؤلفها حول ظاهرة الاكتئاب«إلهام الرواية لازمني منذ أن عكفت على قراءة كتب علم النفس و تعمقت فيها، خاصة الاكتئاب الذي يؤدي غالبا إلى الانتحار، و طريقتي للمساهمة في لفت الانتباه لهذه الظاهرة، هي القلم الذي رصّت به حروف هذه الرواية».
أحمد ذيب