تقرر شهر سبتمبر المقبل بولاية سطيف تنظيم ملتقى دولي علمي حول آخر اكتشافات الموقع الأثري "عين الحنش" (شرق سطيف) موسوم بـ"في ضوء اكتشافات موقع عين الحنش، عين بوشريط: الجزائر مهد الحضارة الإنسانية" حسب ما كشف عنه أمس الأربعاء بسطيف الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد.
و أكد السيد عصاد خلال لقاء جمعه بالمتحف العمومي الوطني في إطار اليوم
الثاني من الزيارة التي قادته إلى هذه الولاية بمختلف الشركاء المعنيين بالتظاهرة على غرار الثقافة و الفنون و التعليم العالي و البحث العلمي بأن " تنظيم هذا الملتقى الهام يعد محورا هاما ضمن برنامج الاستراتيجية التي وضعتها المحافظة السامية للأمازيغية".
و أضاف في نفس السياق بأن "هذه التظاهرة كانت مبرمجة في إطار النشاط الرسمي
للمحافظة السامية للأمازيغية خلال سنة 2020 و ذلك بالنظر لأهميتها غير أنها أجلت بسبب جائحة كورونا ". كما جاءت كإحدى التوصيات الهامة خلال الملتقى الدولي المنظم سنة 2019 بولاية تبسة حول " مقاومة المرأة في شمال إفريقيا منذ التاريخ القديم و إلى غاية القرن التاسع عشر ".
و حسب ذات المتحدث فإن " المحافظة السامية للأمازيغية تهتم بجميع الاشكاليات ذات الصلة بالتاريخ العميق للجزائر" موضحا بأن " إشكالية التراث الوطني ليست حكرا على قطاع معين كقطاعي الثقافة و الفنون و التعليم العالي بل تخص جميع مؤسسات الدولة".
و أعرب سي الهاشمي عصاد عن أسفه لعدم وضع أي استراتيجية على المستويين المحلي و الوطني من أجل حماية هذا الموقع الهام الذي يعود إلى 2,4 مليون سنة و يدل
على" أقدم تواجد بشري على وجه الأرض" أو القيام بأي عمل احترازي للحفاظ على
هذه الاكتشافات و تثمينها و ذلك منذ الإعلان الرسمي عنها في أكتوبر 2018 .
و ذكر ذات المتحدث بأن "خلية التدقيق حول هذه الاكتشافات بالمحافظة السامية
للأمازيغية قد اتصلت بالباحث الجزائري في علم الآثار محمد سحنوني كأول خطوة
كما تنسق في الوقت الراهن الجهود مع جميع الدوائر الوزارية المعنية على غرار
الثقافة و الفنون و التعليم العالي و البحث العلمي في سبيل إنجاح هذه التظاهرة الدولية على جميع الأصعدة". و أفاد من جهة أخرى سي الهاشمي عصاد بأن الملتقى سيهدف أيضا إلى "تشجيع الثقافة الأثرية كما سيكون بمثابة فضاء للالتقاء بالنسبة لجميع المختصين في هذا المجال لتبادل المعلومات و الخبرات و التجارب ".
و تم على هامش اللقاء تنصيب اللجنة التقنية للتحضير للملتقى تضم عديد الشركاء على غرار مدير الثقافة و الفنون بالولاية و إطارات من المحافظة السامية
للأمازيغية و جامعة محمد لمين دباغين (سطيف2) بالإضافة إلى المجتمع المدني .
للتذكير فإن أدوات حجرية تعود إلى 2,4 مليون سنة قد اكتشفت سنة 2018 بالموقع
الأثري عين بوشريط بعين الحنش ببلدية القلتة الزرقاء ( شرق سطيف) مكنت من
إدراج المنطقة ضمن فهرس المواقع النادرة المصنفة ضمن " مهد الإنسانية".
(وأج)